الاثنين، 1 سبتمبر 2008

عن ملحق النهار البيروتية

لماذا يتأخر تدمير إسرائيل؟!

شادي علاء الدين


عندما اسمع التهديدات التي يطلقها "حزب الله" ضد العدو الإسرائيلي، غالبا ما أشعر بنشوة لا تضاهيها نشوة اخرى. فجأةً تنفتح في رأسي شاشة سحرية تعرض كل ما سمعته وعرفته من قصص الابطال والفاتحين. أحس ان هذا التهديد قادر على تحقيق جملة انتصارات لا يستطيع عقلي استيعابها لان مكانها لا يقع في الجغرافيا ولا يحدّه زمان ولا مكان. إنه يقع مباشرة في الالهي، صفةً ونوعاً وكماً، وليس لأمثالي القدرة على قراءته واستيعابه إنما فقط تلقيه والإنحناء أمامه.من هنا، أدعو كل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم السياسية وولاءاتهم الطائفية والمحلية والخارجية إلى توحيد الصفوف والضغط على "حزب الله" لكي ينفذ تهديداته القاضية بإزالة إسرائيل من دون ان يكون ذلك ردا على هجوم سيقوم به العدو الصهيوني. فلنهاجم نحن أولاً، ما دمنا نملك هذه القدرة القادرة على تحقيق النصر الحاسم. لا أفهم لماذا الإنتظار وكل هذا الصبر الذي لا طائل من ورائه؟ هل من الحكمة انتظار العدو حتى ينظم صفوفه ويكون في أتم الإستعداد؟ لماذا لا نضربه الآن، فوراً وحالاً، ونقضي عليه كلياً، وساعتها لن تقوم قائمة لكل المشكلات التي تشغل بال السياسة اللبنانية. سنصبح مباشرة بلداً مثالياً، وأعتقد أن المكافأة الطبيعية التي يجب على الجميع وهبها لـ"حزب الله" من دون مناقشة هي تسليمه إدارة البلاد والسلطة على العباد.عندها لن يكون الجنرال مضطرا للقيام برحلة حج إلى الجنوب يصفها أحد أطفاله بأنها استرداد، لأن هناك استردادا كاملا للكرامة والعزة قد تمّ إنجازه، وما من مجال لمثل هذه الإستردادات الجزئية التي ترشح من ذاكرة جنرالية حافلة بالتواريخ الناقصة. كذلك لن يكون ثمة ما يدعو الحزب الإلهي إلى إنشاء تفاهمات مع مجموعات سلفية بهدف تقريب وجهات النظر وفتح الأبواب أمام الحزب للدخول إلى الشمال من الباب السلفي الحرج الذي يعلم الحزب قبل غيره أنه مدخل متفجر ومتأزم وخصوصاً لأن مواضيع الخلاف الكبرى لم تُطرح فعلاً، ناهيك بالحجم الخاص بالجماعة التي اختارها مدخلا للولوج إلى الجغرافيا الأخرى.لن يكون بعد الآن من يجرؤ على المناداة بفكرة الجغرافيا والحدود، لأن الإنتصار بلا حدود على الإطلاق. هكذا ستتوسع حدود لبنان التي طال الكلام عن ضرورة ترسيمها وتحديدها وغير ذلك من المصطلحات المملة إلى ما لا نهاية. ستصبح إيران والبلاد التي تجاورها جزءا من لبنان المنتصر المستعصي على كل محاولات تحديد خرائطه. هل يستطيع احد ان يرسم خريطة نصر الهي؟ هذا طبعاً من المستحيلات. لذا لن يكون أمام أحد فرصة أو مجرد حجة ولو بسيطة للإعتراض. سيتوحد الجميع إزاء نشيد النصر الشامل الذي سيغيّر وجه التاريخ ووجه الجغرافيا وسيضع أمام الشعر والأدب والموسيقى تحديات ضخمة تتعلق بحجم الحدث الذي يتجاوز قدرة الفنون على اللحاق به. يجب علينا أن نتجنب أخطاءنا وان لا نعيد تجربة النصر الإلهي السابق. يجب أن لا ننزلق إلى متاهة الإنتظار إنما ان نلجأ إلى فضاء المبادرة والحسم. لقد كلفنا انتظارنا السابق أكثر من 1500 قتيل وحوالى خمسة آلاف جريح. صحيح أن النصر قادر بجلاله على تغطية كل شيء، ولكن لِمَ كل هذين التبذير والإهدار ما دمنا نستطيع ان نحقق نصرا مضمونا وبدون أي تكلفة؟ هل يجب ان يكون نصرنا عبارة عن رد فعل؟ لماذا لا نلجأ إلى الفعل؟ هل يهمّنا إذا قال العالم إننا معتدون؟ أهذه هي المشكلة؟! نحن نعلم أن العالم يقف مع القوة، وتالياً ما دمنا نمتلك القوة فإن العالم ليس موجودا. نحن العالم ونحن من يجب الأخذ برأيه في كل الأمور. فإذا قمنا بالهجوم فإن العالم سيصفق لنا وسيباركنا لأننا الأقوى. وبما أننا فعلا كذلك، وبما اننا فعلا قادرون على القضاء على هذه الجرثومة الخبيثة التي تسمّى دولة إسرائيل، لذا بناء على ما سبق، فإني كمواطن لبناني أكره إسرائيل أحلم منذ نعومة اظفاري بأن يأتي من يخلصني وبلادي من شرورها ويقضي عليها قضاء مبرما لا قيامة من بعده. لذا فإني اتهم بالتقصير أصحاب القوة القادرة على إبادة إسرائيل ما لم يبادروا فورا وبدون تأخير إلى تنفيذ تهديدهم. وبعدها فليحكموا البلاد إلى أبد الآبدين.

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .