الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

ساطع نور الدين، فرصة لخصوم اميركا


فرصة لخصوم أميركا



ساطع نور الدين



قيل اكثر من مرة وعلى لسان اكثر من مصدر ان الرئيس الاميركي جورج بوش لن يغادر البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني المقبل، قبل ان يشن حربا جديدة يرجح ان تكون على ايران وعدد من حلفائها وانصارها وفي الفترة الميتة بين الانتخابات الرئاسية الاميركية في الرابع من تشرين الثاني وبين تسلم الرئيس الاميركي الجديد مهامه الدستورية. لكن هذا التقدير تعرض في الاونة الاخيرة لشكوك جدية تدحضه وتؤدي الى استنتاجات مغايرة تماما، نجمت عن حرب القوقاز الاخيرة بين روسيا وجورجيا، وعن اسوأ ازمة اقتصادية تواجهها اميركا في تاريخها الحديث، وتعطل بالضرورة امكان خروجها الى حرب جديدة، مهما كانت محدودة او مضمونة النتائج، لان من شأنها ان تعمق تلك الازمة، وتهدد الاقتصاد الاميركي والعالمي بانهيار على الاقل بشلل فعلي لسنوات طويلة، جراء ارتفاع اسعار النفط الى ما يزيد على مئتي دولار للبرميل في اقل من اسبوع واحد. ثمة حاجة الى رؤية الامور من منظور اعداء اميركا وخصومها الذين يشعرون حقا ان المشروع الاميركي في العالمين العربي والاسلامي قد انتهى تماما، ويعتقدون ان تلك الحملة الاستعمارية الجديدة وصلت الى ذروتها الاخيرة وهي ليست في بداياتها الاولى كما يوحي الاميركيون وانصارهم، وباتت تبحث عن مخرج من سلسلة من المآزق التي وضعت نفسها فيها من افغانستان الى العراق الى فلسطين وصولا الى لبنان... حيث لا يمكن لاحد من هؤلاء الانصار ان يدعي القدرة على الصمود والبقاء. وبناء على هذا التصور الذي لا يمت الى الخيال بصلة، ويمكن العثور عليه في خطابات وادبيات جميع خصوم اميركا، لاسيما قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان المختبئين في الكهوف والبراري الافغانية والباكستانية، ويشنون هذه الايام واحدة من اشرس الحملات العسكرية على الاميركيين في افغانستان وباكستان منذ سبع سنوات، يمكن الافتراض بسهولة ان الحرب التي لن تستطيع ادارة بوش شنها في الاشهر القليلة المقبلة، ستجد الكثيرين ممن يتوقعون الى اشعال شرارتها في هذه الفترة بالتحديد. الاعتقاد الراسخ ان اميركا انتهت، وليس فقط ادارة بوش التي قد ترثها ادارة اسوأ واخطر منها، يملي على هذا الطيف الواسع من الخصوم التحرك بسرعة لسد الفراغ الذي يمكن ان تحدثه، ولوراثة ذلك المشروع الضخم الذي سقط مؤخرا، ولم يبق منه، في نظر هؤلاء، سوى بعض الرموز التي تنتظر موعد اسقاطها... وترحيلها على متن آخر طائرة هليكوبتر اميركية مغادرة لكابول او بغداد او ربما بيروت ايضا. والمؤشرات واضحة جدا: من تنظيم القاعدة الذي كاد قبل ايام ان يسقط الحكومة الباكستانية، الى ايران التي تضع يدها على زر اطلاق الصواريخ البعيدة المدى، الى سوريا التي تحرك قواتها في اتجاه الحدود اللبنانية، الى حزب الله وبقية حلفائها اللبنانيين الذين يستعدون لحصاد ثلاث سنوات من الحملة الضارية على خصومهم، الى حركة حماس التي تتهيأ لتوسيع حدود دولتها المتجذرة في قطاع غزة. انها فرصة تاريخية قد لا تتكرر. وهي كذلك بالفعل، شرط الا يختلف هؤلاء في ما بينهم على حصر الارث الاميركي ، وشرط الا تتنبه اميركا الى ما يحضرونه.

عن السفير


ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .