السبت، 27 سبتمبر 2008

ايلي الحاج الكاتب محترماً


الكاتب محترماً
ايلي الحاج

مصادفة التقيت في أحد مقاهي بيروت راوي الحاج وليس بيننا أي قربى أو رابط خلافاً لما قد يوحيه الإسم وكنت قد سمعت به للمرة الأولى قبل أشهر عندما صدر في صفحات جرائد بيروت الأولى خبر فوزه بجائزة "إمباك دبلن" العالمية للآداب عن روايته الأولى "لعبة دونيرو" التي كتبها بالإنكليزية ، عن الإختيار بين العيش وسط العنف ( في حرب لبنان طبعا) والمنفى الذي ذهب إليه منذ 1984 متنقلاً بين الولايات وكندا حيث استقر. كان الراوي راوي يزور لبنان للمرة الأولى بعد غياب عشر سنوات في طريق عودته من الصين إلى كندا، والتقينا قبل ساعات من ركوبه الطائرة، وهذه تفاصيل أما الأهم فهو إن روايته التي لم ينشر غيرها بعد ترجمت إلى 18 لغة منها العربية بعنوان "مصائر الغبار"، وإن شركة إنتاج سينمائية في كندا حجزت حقوق تحويلها فيلما بمبلغ طائل لمدة سنتين بقيت منهما ستة أشهر فقط وقد لا تتمكن من تأمين التمويل الذي يبلغ ملايين الولارات، فتعود الحقوق إلى صاحب الرواية ويمكنه بيعها مرة ثانية لشركة أخرى.
قال راوي إنه لا يعمل شيئاً سوى الكتابة فهي تكفيه . يكتب سطراً في اليوم وأحيانا صفحة. وأنجز روايته الثانية التي لا تشبه الأولى وتعالج الأحوال النفسية للمهاجرين إلى الغرب من العالم الثالث، آسيا وأفريقيا، وإنه علماني أراد من روايته إلقاء الضوء على مرحلة حالكة من تاريخ لبنان ملأتها الأهوال والفظائع على أنواعها وترتبط في شكل رئيسي بتركيبته الطائفية والقبلية، ولعل القراء الغربيين أدهشهم الجانب المأسوي والغرائبي في الرواية فلاقت الرواج وجوائز كان يتوقعها، وأهمها "جائزة دبلن" معنويا ومالياً أيضا، فقيمتها مئة ألف أورو، الثانية بعد جائزة نوبل.
تدور الرواية على قصة صديقين وسط حرب عبثية، أحدهما الكاتب يهجس بالرحيل إلى الغرب، وقد تحقق له ما أراد، أقام في نيويورك بدءاً وهناك عرّف الراوي عن نفسه، وفي الغرب الناس يقرأون ، يفتحون كتباً في المقاهي والحافلات والقطارات مستغلين أي دقيقة لغذاء عقولهم وأفكارهم، ليسوا مثل الناس في الشرق يدخنون النرجيلة ( الشيشة) في المقاهي وعلى الشرفات. في الأمة العربية يعمل الكاتب أعمالاً وضيعة ويكدح من أجل اللقمة طوال حياته. فهو كغيره غير محترم، لا يصلح لتدبير أموره. مسكين.

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .