السبت، 20 سبتمبر 2008

نصير الاسعد، جعجع ودور اللحمة بين تيار 14 اذار وحزبياته

عن شجاعة "القوات" في تنظيم الاحتفال غداً (اليوم).. وظاهرة التحوّل المسيحي عن الجنرال


جعجع ودور "اللحمة" بين 14 آذار الحزبية والتيار الـ14 آذاري الأكبر


نصير الأسعد

غداً، (اليوم) تحتفل "القوات اللبنانية" على عادتها سنوياً بذكرى شهدائها. لكنها قرّرت هذا العام أن تجعل من الإحتفال مناسبةً لإحتشاد شعبيّ على نطاق واسع.أسبابٌ للشجاعةوحقيقةُ الأمر هنا أنّ في قرار "القوات" وعلى رأسها الدكتور سمير جعجع، شجاعة من أربع زوايا نظر.الأولى، هي أنّ "القوات" إذ تنظّم أول إحتشاد شعبي "جماهيري" منذ سبعة أشهر،أي منذ الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 آذار الماضي حيث كانت المشاركة المسيحية مميزة في هذا الذكرى، إنما "تجازف" بإختبار شعبي يحصل بعد الإنهاك الذي تعرضت له قوى 14 آذار خلال الشهور المنصومة وبلغ ذروته في إنقلاب أيار الماضي، أي أن الشجاعة هنا تكمن في الإستعداد لإختبار الشعبية.والزاويةُ الثانية للشجاعة، هي في تمسّك "القوات" بإقامة الإحتفال ـ المهرجان بعدَ التعرّض من جانب "مسيحيي سوريا" للتحضيرات الشعبية في المناطق المسيحية، الذي أسفرَ عمّا حصل في بصرما ـ الكورة قبلَ أيام قليلة. ولا يخفى ان الإعتداء على التحضيرات للاحتفال، إنما كان هدفٌ رئيسيّ من أهدافه ترهيبُ الناس ولجم الإندفاع الشعبيّ المسيحي باتجاه المشاركة.جعجع العقبة المستهدفةوالثالثة، ولعلّها الأهمّ، هي أنّ "القوات اللنبانية" وسمير جعجع في صدارة إستهدافات فريق 8 آذار وتحالفاته الاقليمية. ذلك ان "نظريّة" الفريق المذكور، وحزبه القائد خصوصاً بتحالفاته الاقليمية المعروفة، تقوم على إعتبار جعجع و"القوات" العقبة التي جعلت "إنقلاب ايار" وتجعل أي محاولة إنقلاب آخر يقف على ابواب المناطق المسيحية. أي أن "الفريق الآخر" بحزبه القائد يعتبرُ أنّ هذه العقبة القواتية في وجهه حالت دون إخضاع 14 آذار في المقابل. ولذلك، ليسَ مستغرباً ان يكون "الحكيم" وتيّاره مستهدفَين سياسياً.. وأمنياً... شجاعةٌ بالمقارنة مع الجنرالأمّا الزاوية الرابعة للشجاعة فبـ"المقارنة" مع الجنرال وتيّاره. ومن الواضح ان "التيار العوني" لم ينظم منذ مدة "طويلة" مناسبة جماهيرية لأنه عاجزٌ عن ذلك ولا يملك شجاعة إخضاع نفسه لاختبار شعبيّ من أي نوع. وقد ثبت ذلك في "حجّ" الجنرال الى جزين والجنوب الشهر الماضي، حيثُ لم يتجاوز مستقبلوه المئات ومعظمهم "عيارة"، اي جرت "إعارتهم" الى الجنرال من قبل حليفه "المرشد"، تماماً كما يمكن ان يحصل في أيّ منطقة أخرى فيُلبس "القومي" او "البعثي" او "المرديّ" اللون البرتقالي.. الا في زغرتا حيث أفهم سليمان فرنجية الجنرال أن لا مكان فيها لغيره من "مسيحي سوريا".إن استعراض هذه الزوايا الأربع في النظر الى شجاعة "القوات" وسمير جعجع في "الإقدام" على مهرجان شعبيّ، إنما هوَ مقدمة لنقاش 14 آذاريّ مفروض.بين "القوات" و"التحوّل الـ14 آذاريّلا شك أن المناسبة غداً الأحد، مناسبةٌ "تنعقدُ" على ذكرى قواتية "خاصة". ولا شك ان ثبات "القوات" على الخطّ الاستقلالي السياديّ الـ14 آذاريّ من جهة وفاعلية "ماكينتها" في المناطق والقطاعات من جهة ثانية، أطلقا ـ الثبات والفاعليّة ـ تنامياً قوّاتياً في "الشارع المسيحيّ". ولا شكّ أنّ "القوّات" تمثل القوة الحزبيّة التي لا يُستهان بها في إطار 14 آذار عامةً و"جناحها" المسيحي خاصة.بيدَ أنّ ما لا بد من لفت النظر اليه، ونظر الدكتور جعجع بشكل خاص، هو أنّ التنامي القواتي ـ للأسباب والاعتبارات المشار اليها آنفاً ـ ما كان ممكناً او ما كانَ ليكون بهذا الإتساع، لو لم يكن ثمّة إكتساب 14 آذاريّ لـ"الأرض" مسيحياً. وهذا ما يعني ان "القوات" بقدر ما كانَ لها دورها المؤكد في "الحالة" الـ14 آذارية العامة، استفادت هي نفسُها من هذه "الحالة". وبكلام آخر، لا بد من الإقرار بحقيقة ان التحوّل في المزاج الشعبي المسيحي، عن الجنرال وتيّاره، إنما تم ويتمّ لصالح تيار 14 آذار العريض الذي تستطيع "القوات" ان تغرف منه، لكنه لم يتم أو ما كان ليتمّ بهذه النسبة لصالح فريق حزبيّ في ذاته.ما يعرفه "الحكيم"وحقيقةُ الأمر في هذا المجال انّ ما يجري لفتُ النظر اليه، هوَ ما يعرفُه الحكيم شخصياً وما يؤكد عليه.في إحدى المقابلات التلفزيونية قبل فترة غير بعيدة، قال الدكتور جعجع ما مفادُه أو ما معناه إن 14 آذار الشعبيّ أي تيار 14 آذار الشعبي أهمّ وأكبر من إئتلاف 14 آذار الحزبيّ والسياسي، وأكد انّ لـ14 آذار الشعبيّ الأولوية.من جهة أخرى، يتلقى الحكيم دورياً نتائج استطلاعات رأي تجريها جهات محايدة نزيهة، لا سيما في المناطق المسيحية. وتظهر نتائج هذه الاستطلاعات "حقيقتَين". الأولى أن ثمة تقدّماً على صعيد موقع "القوات اللبنانية" على الخارطة السياسية المسيحية وعلى المستوى الانتخابي. أما الثانية فهي أن من سيحسُم المعركة الانتخابية المقبلة هو "الحالة" الـ14 آذارية أي 14 آذار الشعبي، وسيحسمها 14 آذار الشعبي في حالة تقدّم 14 آذار الى الانتخابات صفاً واحداً، سياسياً وبدون "فئويات" أو "عصبيات حزبية". أي وحدة 14 آذار الحزبية و14 آذار التيار العريض معاً.مناسبة قواتية لـ"عصبية" 14 آذاريةإلامَ تهدف هذه المقدّمات جميعاً؟تهدف الى القول إن احتفال غد الأحد هو مناسبة قواتية تنظّم بجهود "القوات" وماكينتها الحزبية ـ الشعبية. لكنها ستكون حكماً مناسبة 14 آذارية لأن من سيشارك فيها هو التيار الشعبي الـ14 آذاري العام. وسيشارك هذا التيار تأكيداً لتحوّله باتجاه 14 آذار من ناحية ودعماً لـ"القوات" منظوراً إليها كجهة رئيسية ساهمت وتساهم في هذا التحوّل من ناحية ثانية.وتهدف الى القول إن "الخيط" بين "العصبوية الحزبية" و"العصبية الـ14 آذارية" يمكن أن يكون رفيعاً، أي إدماج الأولى بالثانية، ويمكن أن يكون "سميكاً" أي تكبير إحداهما على حساب الأخرى، وفي هذه الحال الأولى على الثانية.دور "اللحمة"وتهدف الى القول إن الحكيم، من موقع القوة الشعبية التي تمثلها "القوات اللبنانية" ومن موقع وعيه الأكيد لأهمية التيار الـ14 آذاري العام وأولوية "العام" على "الخاص"، خصوصاً في هذه المرحلة التاريخية المصيرية التي تمرّ فيها الحركة الاستقلالية، قادر على لعب دور "اللحمة" داخل 14 آذار السياسية والحزبية وبينها وبين "14 آذار الرأي العام".ولذلك، فإن الخطاب الذي يلقيه جعجع غداً، سيكون موضع متابعة وإهتمام من كل الجوانب السياسية، لكن أساساً من الجانب المتعلق بوحدة مسيحيي 14 آذار ووحدة 14 آذار الحزبية السياسية ووحدة هذه الأخيرة مع التيار الـ14 آذاري الشعبي الأكبر والعابر لكل التيارات والقطاعات والمناطق.و"المعلومات" المتوافرة تؤكد أن الحكيم سوف "يفعلها". وحدثٌ بحجم التحوّل غير المسبوق منذ أكثر من ثلاث سنوات في البيئة المسيحية، يستحقّ أن يظهّره الاحتفال ـ المهرجان غداً.

عن جريدة المستقبل اللبنانية


ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .