الأحد، 28 سبتمبر 2008

يحيى جابر دعاء


دعاء

يحيى جابر




لم يبق سوى الله كمخرج طوارىء من هذه النار الجوالة...كلما حاولنا الهروب اليه، سدوا المداخل والملاجىء، ومنعونا من اللجوء إليه..
كلما مددت يدي الى خشبة خلاصه، أحاول أن أطفو، وجدت من حولي آلاف النجارين يقصون آخر خشبة لي...
الله كبير، أيها الصغار الصغار، وخصوصًا الذين يدعون أنهم وحدهم يملكون الوكالة الحصرية في مشاغل الدين والدنيا.
من فوّضهم؟ من أعطاهم صكّ الغفران؟ من منحهم الختم؟ من وكّلهم؟ من عيّنهم؟ من رأّسهم؟
الله جميل، أتمارى به، ليل نهار، وهم من الفجر الى النجر، ينجّرون الخوازيق، والتي يسمونها فتنة...
كلما حاولت التعلق بحبله لنجاتي قصّوا الحبل بي، وكلما حاولت الاعتصام به، هجموا علي...
إنهم المنافقون، النصابون، الدجالون، الكذابون، المارقون..الذين يتسترون بلباس الدين، ويقيمون الحواجز لي حتى لا أصل الى موعدي مع الحبيب، وما حبيبي سوى الله..
ممنوع الوصول الى الله الناصع، الرحيم، الشفاف، الواسع بقدرته..
ممنوع الوصول الى الله الغفور، الغفّار، والذي يحب المستغفرين والمعتذرين والذين يطلبون المغفرة..إنهم ضد الاعتذار، وضد العفو، وضد التسامح.. مع أن الله مسامح وكريم...
الله رحيم، إرحمونا..الله ليس ملكاً لأحد..الله لنا جميعًا، الله عام، لاتخصخصوه..الله يسكنني وأسكنه، لا تحتلوه، لا تهجّروه من قلوبنا..لا تتاجروا به، هو خارج الاستثمار، لا تسيّسوه..
يا الله وربما، ولعل، وعسى، أن تشملنا برعايتك، شملة واحدة، ضمة واحدة.. أحصدنا جميعا بمنجلك.. أعتقد حان وقت قطافنا...

عن موقع ناو ليبانون
ا

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .