الاثنين، 27 أكتوبر 2008

هشام ملحم: قنبلة بايلين ام بايلين القنبلة؟

علّقت حجراً في عنق ماكين



قبل عشرة ايام من انتخابات الرئاسة الاميركية، صعّد المرشح الجمهوري جون ماكين وجناح اليمين المسيحي المتشدد في حزبه حملتهم الشرسة لتخويف الاميركيين من مضاعفات انتخاب المرشح الديموقراطي باراك اوباما واعطاء الديموقراطيين السيطرة الكاملة على مجلسي الكونغرس، محذرين الناخبين من ان ذلك سيؤدي الى فرض المزيد من الضرائب على اكثريتهم كما يقول ماكين، والى انهيار اخلاقي في المجتمع لان اوباما سيسمح بزواج مثليي الجنس وسيعرض البلاد لهجمات ارهابية، وسيعزز من نفوذ روسيا، كما يقول فريق مسيحي متشدد يدعى "عين على النشاط العائلي".وواصلت مختلف استطلاعات الرأي تأكيد تقدم اوباما وحصوله على تأييد فئات اجتماعية مهمة مثل النساء، اذ جاء في الاستطلاع اليومي لصحيفة "الواشنطن بوست" وشبكة "أي بي سي" التلفزيونية ان 57 في المئة من النساء يؤيدن اوباما في مقابل 41 في المئة يؤيدن ماكين. والاهم من ذلك ان استطلاعاً للرأي اجرته مؤسسة "غالوب" أظهر ان اوباما، وهو أول مرشح من اصل افريقي يمثل حزبا رئيسيا، يمكن ان يحصل على تأييد أكبر عدد من الناخبين البيض من الذين صوتوا لمرشح ديموقراطي منذ 32 سنة. ويبين الاستطلاع المبني على مقابلات مع نحو 13 الف شخص ان 44 في المئة من الناخبين البيض (ما عدا الناخبين من اصل اميركي لاتيني) يؤيدون اوباما، وهو اعلى رقم منذ حصول الرئيس جيمي كارتر على 47 في المئة من اصوات الناخبين البيض في انتخابات 1976. وكانت شعبية اوباما بين الناخبين البيض اقل من 40 في المئة قبل انهيار الاسواق المالية. وتبرز اهمية هذا الدعم لاوباما لان آخر مرشح ديموقراطي حصل على اكثرية اصوات الناخبين البيض كان الرئيس ليندون جونسون في 1964.وتواصل استطلاعات الرأي تأكيد الطرح القائل ان تعيين المرشح ماكين حاكمة ولاية الاسكا سارة بايلين نائبة له اصبح بمثابة حجر معلق في عنقه. واظهر استطلاع"الواشنطن بوست" وشبكة "أي بي سي ان" أن لدى 51 في المئة من الناخبين انطباعاً سلبياً عن سارة بايلين، في مقابل 46 في المئة لديهم انطباع ايجابي عنها (فور تعيينها قال 59 في المئة من الناخبين انهم معجبون بها). ويعزى هذا التراجع المهم في شعبية بايلين الى خبرتها القصيرة، ومحدودية فهمها للتعقيدات السياسية الداخلية والخارجية والى ادائها الرديء والمحرج في معظم المقابلات الصحافية التي اجرتها منذ اختيارها. وساهمت الاسئلة والشكوك التي اثيرت في شأن بعض تصرفات بايلين وقراراتها كحاكمة لولاية الاسكا مثل المحسوبية في التوظيف او انفاق المال العام على افراد عائلتها، الى التحقيق الرسمي بقرارها طرد مسؤول في الولاية لانه رفض بدوره طرد الشرطي مايك ووتن الذي كان متزوجا من شقيقة بايلين، (اظهر التحقيق ان بايلين انتهكت "قوانين الاخلاق" المعمول بها في الولاية)، كلها ساهمت في افول نجمها. وفي الايام الماضية تعرضت بايلين وحملة ماكين لانتقادات وتهكم بعد الكشف عن ان الحملة اشترت لبايلين، التي تقول انها تمثّل المرأة او الام العادية، ملابس غالية بقيمة 150 الف دولار، وهو امر غير مألوف حيث لا تمول الحملات الانتخابية شراء ملابس للمرشحين. وفي تطور مدهش ومحرج في آن واحد وقد تحول مادة دسمة للفكاهيين، كشفت سجلات انفاق حملة ماكين ان المسؤول الذي حصل على أكبر مرتب مالي في مقابل خدمات قدمت خلال اول اسبوعين من الشهر الجاري، لم يكن مدير الحملة او كبير مستشاري ماكين، بل امرأة تدعى آيمي ستروزي وهي مسؤولة عن ماكياج سارة بايلين، وقد وصلت مكافأتها المالية الى 22800 الف دولار . اما المسؤولة عن تصفيف شعر سارة بايلين، فقد تلقت اكثر من 10 آلاف دولار خلال الفترة ذاتها. في المقابل كان راتب كبير مستشاري ماكين للشؤون الخارجية راندي شونمان 12500 دولار خلال الفترة ذاتها.ويوم الجمعة ادلت بايلين بشهادتها في التحقيق الذي تجريه ولاية الاسكا حول ملابسات طرد الشرطي مايك ووتن، حين التقت محققاً لمدة ساعتين في ولاية ميسوري حيث كانت تشارك في نشاط انتخابي. ولم يرشح الكثير عن مضمون الشهادة. وفي الايام الاخيرة، ظهر تطور طريف في السجال الانتخابي، عندما التقى مرشحو الحزبين على انتقاد الرئيس جورج بوش. فبعد النقد القاسي الذي وجهه ماكين الى الرئيس جورج بوش وتحميله مسؤولية انهيار اسواق المال واساءة ادارة الحرب في العراق، جاء دور بايلين، التي فسرت تعثّر حملتها بأنها تواجه تحديات كبيرة بينها "رئيس غير شعبي" تحاول حملة اوباما ربط سياساته السيئة بسياسات المرشح ماكين وطروحاته.وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة "بوليتيكو" خلافات حادة داخل حملة ماكين بين جناح يحمّل بايلين واداءها الرديء مسؤولية تخلف حملة ماكين في استطلاعات الرأي، ومن المتوقع ان يلومها اذا خسر ماكين السباق، وجناح آخر من مؤيديها الذين يقولون انها ستصير في حالة خسارة الجمهوريين للبيت الابيض هذه المرة الشخصية الجمهورية المؤهلة لقيادة الحزب والتحضير لمعركة الرئاسة في 2012. ويبين مقال الصحيفة عمق الخلافات بين الجناحين وحدتها، والمشاعر القوية من سلبية وايجابية التي خلقتها سارة بايلين في اوساط المسؤولين عن الحملة الجمهورية.


عن النهار

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .