الخميس، 9 أكتوبر 2008

ساطع نور الدين اوباما وماكين إلى افغانستان


القيادة تدرس الوضع



من المستبعد ان يكون قادة تنظيم القاعدة، المختبئين في مغاورهم المحصنة في افغانستان وباكستان، قد ادوا صلاة الفجر يوم امس، وانهمكوا في اعمالهم واتصالاتهم اليومية المعتادة من دون ان يتابعوا وقائع المناظرة الثانية بين المرشحين للرئاسة الاميركية الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما. الارجح ان قادة التنظيم، تسمروا امام شاشة عملاقة نصبت في احد الكهوف المجهزة باحدث وسائل الاتصال الحديثة، وامضوا ساعة ونصف الساعة في مشاهدة المناظرة المثيرة، طبعا من دون ترجمة فورية من اللغة الانكليزية التي يتقنها معظمهم، فيما كان آخرون من مسؤولي الصف الثاني في التنظيم، يسجلون الحدث واقوال المعلقين الاميركيين، ويعدون تقريرهم الذي سيرفع الى القيادة، ويوزع في ما بعد على الشبكات والخلايا النائمة في مختلف انحاء العالم. لكن حالة الترقب والاهتمام التي شهدها ذلك الكهف في الساعات الاولى من فجر امس، حسب التوقيت المحلي الافغاني، لم تكن تعكس قلقا خاصا تعيشه قيادة التنظيم من مجريات المعركة الانتخابية الاميركية التي دخلت اسابيعها الاربعة الاخيرة، ولا من احتمالات التغيير الذي يمكن ان يحدثه فوز اوباما او ماكين بالنسبة الى الحرب العالمية الثالثة التي تخوضها اميركا مع تلك المجموعة الصغيرة من المسلمين المتطرفين، الذين لم يعد لهم وطن ولا هوية. تقدير القيادة، وهو صحيح الى حد بعيد، هو انه ايا كان الفائز في انتخابات الرابع من تشرين الثاني المقبل فان قراره الاول سيكون تصعيد الحرب على التنظيم، وتوجيه جزء كبير من القوة العسكرية الاميركية المنتشرة في العالم الى الجبهة الافغانية الباكستانية، وسحب بعض الوحدات المتمركزة في العراق وتكليفها بالمهمة المستحيلة، التي فشل فيها الرئيس جورج بوش او بدد الجهود لتنفيذها وهي العثورعلى اولئك الذين يطلون بين الحين والاخر عبر تسجيلات صوتية او مرئية عبر الانترنت، وتصفيتهم او جلبهم اذا امكن الى المحاكمة. المناظرة الثانية اثبتت صحة وجهة نظر القيادة: قال ماكين ان اميركا انتصرت في العراق وهي بالتالي باتت مستعدة للانتقال الى الجبهة الافغانية، وقال اوباما مرة اخرى انه لم يفهم حتى الان لماذا غزا بوش العراق الذي لم يكن له دور في هجمات ١١ ايلول ولم يركز منذ البداية على توجيه الحملة العسكرية الاميركية على مطاردة قادة تنظيم القاعدة حيث يختبئون. اما ما تفاداه المرشحان معا فهو ان اميركا تخسر حاليا الحرب في افغانستان، وهي تستجدي التفاوض مع زعيم حركة طالبان الملا عمر الذي رد بالقول انه مستعد فقط لكي يضمن انسحابا هادئا لقوات الاحتلال الاطلسية من بلاده... من دون ان يوضح في رسالته الاخيرة الموجهة في عيد الفطر ما اذا كان يقبل ان يتم الانسحاب الاطلسي الى باكستان المضطربة ام انه يريد خروج القوات الصليبية من شبه الجزيرة الهندية كلها، او ربما من ديار المسلمين برمتها. المؤكد ان القيادة تراجع في هذه اللحظات وقائع المناظرة الثانية، وتدرس معطيات المعركة الرئاسية الاميركية، لكي تبني على الشيء مقتضاه...

عن السفير


ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .