السبت، 11 أكتوبر 2008

رفيق خوري المترتبات غير الاقتصادية للازمة

من سيرث المسرح؟



ليس بالأرقام وحدها تُقاس الأزمة التي ضربت الأسواق المالية في أميركا والعالم. فالأرقام فلكية: الخسائر في أميركا وحدها وصلت حتى الآن الى 1.4 تريليون دولار. والخاسرون تفيض أعدادهم عن أي إحصاء في كل بلدان العالم، وليسوا فقط حملة الأسهم التي انهارت أسعارها وأصحاب الوظائف الذين أصبحوا بلا عمل. ولا أحد يستطيع تقدير الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية، ولا المدة التي يستغرقها الكساد الاقتصادي. لكن الأنظار تتجه نحو رصد التحولات الجيو - سياسية والجيو - اقتصادية، الى جانب الانشغال بتهدئة الأسواق ورش المال فوق الأزمات والدعوات الى نظام مالي عالمي جديد. ذلك أن ما يؤكده كثيرون هو تحولان جذريان عميقان. أولهما نهاية الهيمنة الكونية الاقتصادية الأميركية، لا فقط النموذج الاقتصادي الأميركي الذي ساد بتأثير ما سمي (ثورة ريغان). وثانيهما (بدء الانتقال الى حلقة جديدة في السياسات في أميركا والعالم مهما يكن المرشح الذي يصل الى البيت الأبيض في الرابع من تشرين الثاني المقبل) كما قال فرانسيس فوكوياما في مقال نشرته (النيوزويك). لكن البدائل لا تزال غامضة: هل هي العودة الى نوع من الاشتراكية (المقيدة) مختلف عن النموذج الذي فشل وسقوط وأخذ الاتحاد السوفياتي الى الانهيار? هل هي اختراع توصيفات جديدة للرأسمالية، وسط تشديد الخبير والوزير الأميركي السابق روبرت رايش على أنه ليس هناك سوى نوعين من الرأسمالية: (الرأسمالية السلطوية في الصين وسنغافورة والرأسمالية الديمقراطية في أميركا وأوروبا)? وملامح الحلقة الجديدة من السياسات ليست أقل غموضاً. فلا سقوط عالم القطب الأميركي الواحد يعني أوتوماتيكياً ظهور عالم متعدد القطب. ولا الصين ولا روسيا ولا أوروبا مؤهلة حالياً لأن تصبح المركز الاقتصادي الكوني الذي يرث المركز الأميركي. وإذا كانت أميركا وأوروبا مشغولتين بالتفكير في البدائل، فإن دول الشرق الأوسط، وخصوصاً الدول العربية التي منيت أسواقها بخسائر فادحة والتي قالت مثل لبنان إنها لم تتأثر، تبدو بطيئة في التحرك والتفكير في البدائل. حتى الدول التي هي بين الرابحين، على أساس أن ليس هناك أزمة فيها خاسرون فقط بل أيضاً رابحون، فإنها لا تعرف ماذا تفعل سوى تقليد ما تفعله أميركا وأوروبا من توسيع مجال التدخل الحكومي في السوق. أزمة الثلاثينات في القرن الماضي قادت الى نمو التيارات النازية والفاشية والشيوعية. وما يهرب من التفكير فيه كثيرون هو: أي نوع من التيارات المتطرفة ستقود اليه الأزمة الحالية?

عن الانوار


ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .