الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

رفيق خوري مسكنة الارهاب الى متى؟


شبكات إرهابية وأنواع من (المربعات)






ليس أهم من القبض على شبكة إرهابية سوى الذهاب الى آخر الطريق في كشف الخيوط المرتبطة بها. والأهم منهما معاً، الى جانب التنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ومع الدول المتضررة من الارهاب، هو الخروج من سياسة (التساكن) مع التطرف، أقله لجهة الاكتفاء بالتحرك بعد أن يتحرك هو ويضرب. فلا الشبكة الارهابية التي أمسكت الأجهزة الأمنية ببعض أفرادها سوى القسم الظاهر من جبل الجليد في محيط الارهاب والتطرف وتوظيفها في خدمة سياسات وصراعات تمتد من لبنان الى ما بعد أفغانستان. ولا المعلومات الخطيرة المستندة الى الاعترافات حول المسؤولية عن الحوادث التي استهدفت الجيش تقف عند حدود الشبكة وإمكاناتها في معزل عن جهات تخطط وتمول وتسلح وتقدم المتفجرات من أماكن معروفة على الخريطة اللبنانية. وإذا كان الارهاب الدولي واحداً من ثلاثة أخطار حددها الرئيس ميشال سليمان كمصادر لتهديد لبنان، فإن مكافحته تتطلب الربط بين الأخطار الثلاثة ومعها أخطار أخرى تعرفها الناس بالتجربة من دون حاجة الى تحديد. وإذا كانت الاستراتيجية الدفاعية هي البند الأساسي على طاولة الحوار، فإنها تحتاج أولاً الى قاعدة ثابتة هي استراتيجية الأمن الداخلي والأمان الوطني والسياسي على أكثر من صعيد.ذلك أن المواجهة الناجحة مع الارهاب والتطرف هي مهمة صعبة من دون ايجاد حل عادل للصراع العربي - الاسرائيلي، والتوصل الى الحد من آثار الصراعات الأخرى في المنطقة على لبنان الذي لا يزال (ساحة) لها. وهي أصعب، في غياب التسويات، من دون سياسة جذرية للتخلص من ثلاثة أنواع من (المربعات). أولها المربعات الأمنية في أكثر من منطقة، إذ يستحيل ضمان الأمن في لبنان ما دامت هذه المربعات قائمة وقادرة على تقديم الملجأ والمتفجرات والعناصر للأعمال الارهابية. وثانيها (المربعات) السياسية الطائفية والمذهبية التي تضمن استمرار الأزمة في لبنان وتحمي أحياناً التطرف وتحول دون أن تصبح الجمهورية إسماً على مسمى. وثالثها (المربعات) المالية المافيوية التي تحرس الاقتصاد الريعي وأرباحه على حساب الاقتصاد المنتج، بحيث تتعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بما يخلق الأرض الخصبة للارهاب والتطرف. صحيح أننا فتحنا ثغرة في جدار الارهاب عبر كشف المسؤولين المباشرين عن الحوادث التي استهدفت الجيش، بحيث نأمل في أن تصبح القدرة أكبر على معرفة مَن وراء العمليات الارهابية. لكن الصحيح أيضاً أن الجدار كبير وسميك. بعضه مرئي وبعضه الآخر غير مرئي. والساعة دقت لإنهاء (التساكن) مع التطرف والاعتبارات التي تحول دون تنظيف الأرض.

عن الانوار

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .