السبت، 1 نوفمبر 2008

هشام ملحم: اوباما ينقل المعركة إلى ارض ماكين

المرشح الجمهوري يحتاج إلى "تدخل إلهي"

قبل ثلاثة ايام من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، كثف المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين نشاطاتهما المحمومة في الولايات المحورية، فنقل اوباما المعركة الى الولايات التي كان يفترض ان تكون في صف ماكين، ووصلت ثقته بالنصر الى درجة انه بدأ يبث الدعايات الانتخابية في أريزونا، ولاية منافسه الجمهوري، مجددا اتهاماته للأخير بانه يمارس سياسة "الارض المحروقة وقول أي شيء وفعل أي شيء" للفوز في الانتخابات. لكن ماكين الذي يواجه عقبات ضخمة دفعت المعلق تشارلي كوك الى القول إن فوزه في الانتخابات الان يتطلب "تدخلاً ألهياً"، يصرّ على ان الذين ينعون حملته مخطئون، مؤكدا ان مؤيديه يعربون عن "مستويات غير معهودة من الحماسة... انا واثق من النصر... ومتحمس".لكن ماكين لا يزال عاجزا عن حل معضلته الكبيرة المتمثلة في ان تعبئة قاعدته الجمهورية المحافظة تأتي دوماً على حساب تخويف الناخبين المستقلين الذين لا يمكن ان يفوز في الانتخابات من دون دعمهم، وابعادهم. وأظهرت استطلاعات الرأي مجدداً ان المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بيلين باتت صخرة كبيرة معلقة في عنق ماكين.وجاء في آخر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "النيويورك تايمس" وشبكة "سي بي أس" الاميركية للتلفزيون ان 59 في المئة من الاميركيين يرون ان بايلين غير مؤهلة لان تكون نائبة للرئيس. كما رأى ثلث هؤلاء ان قرار اختيار نائب الرئيس سيكون من العوامل التي ستحدد خيارهم للمرشح. وجاء في الاستطلاع ايضا ان اوباما متقدم ماكين 11 نقطة (51 في المئة اوباما و40 في المئة ماكين). وتضمن الاستطلاع مؤشرات اخرى ايجابية لاوباما، منها ان غالبية ساحقة من الاميركيين ترى ان البلاد تسير على الطريق الخطأ، وان اوباما يملك تصوراً افضل لمعالجة تحديات الاقتصاد والعناية الصحية والحرب في العراق، واعتبر 64 في المئة منهم ان المرشح الديموقراطي سيحقق تغييرا حقيقيا في حياتهم.وأمس عاد اوباما الى آيوا، الولاية التي اطلقته في اتجاه البيت الابيض، في رحلة وفاء للناخبين في هذه الولاية التي صوتت في الانتخابات السابقة للرئيس جورج بوش. وقال لاكثر من 25 الفاً من مؤيديه في مدينة ديموينز: "يا أهل آيوا سأبقى ممتنا لكم، ودوماً افكر في الرحلة التي قمنا بها معاً". وجدد اتهام ماكين بتخويف الناخبين وبث التفرقة.ويواجه ماكين في كل مقابلاته الصحافية الاسئلة المشككة في مؤهلات بايلين وقدراتها. وكان وزير الخارجية سابقاً لورنس ايغلبرغر قد أجاب عن سؤال هل بايلين مؤهلة لتكون نائبة للرئيس: "طبعاً لا". واضاف انه حتى مع مرور الوقت، ستكون بالكاد قادرة على القيام بمهمات هذا المنصب.ووجد ماكين نفسه في وضع محرج في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الاميركية للتلفزيون وهو يدافع عن بايلين في وجه انتقاد ايغلبرغر الذي اعلن تأييده له، وقال ان ايغلبرغر لم يلتق ببايلين، وعاد الى الادعاء بأن خبرتها التنفيذية حاكمة لولاية ألاسكا افضل من خبرة اوباما ونائبه السناتور جوزف بايدن.وكرر انتقاداته القوية لاوباما وواصل سخريته من توقعات المحللين وتقويماتهم، قائلاً لانصاره في ولاية اوهايو انه سيثبت مجدداً خطأهم. وواصل اتهام اوباما ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد بالعمل على زيادة الضرائب و"زيادة الانفاق العام، والقبول بالهزيمة في العراق، وهو (اوباما) يقيس البرادي في البيت الابيض". ومع ان ماكين اعترف بأنه متخلف عن اوباما "ببضع نقاط، لكننا نتقدم بسرعة وبقوة".وسيواصل اوباما وماكين في الايام المقبلة نشاطاتهم في ولايات "ساحات المعارك" ذاتها مثل فيرجينيا واوهايو وبنسلفانيا وميسوري ونيوهامبشير حتى اليوم الاخير، عندما ينتقل كل منهما الى ولايته للاقتراع الثلثاء المقبل.وفي مؤشر عكس ثقته باقترابه من النصر، وتوافر الموارد المالية لديه، وسع اوباما، الذي شاهد اعلانه التلفزيوني مساء الاربعاء اكثر من 34 مليون نسمة، هجمته الدعائية لتشمل ولاية اريزونا، التي يمثلها ماكين في الكونغرس منذ اكثر من ربع قرن، والتي يفترض ان تتمتع بمناعة ضخمة.
فوكوياما
ومن التطورات اللافتة التي تعكس الوضع المتردي للمرشح الجمهوري، اعلن الكاتب المعروف فرنسيس فوكوياما، مؤلف كتاب "نهاية التاريخ" عن الانتصار التاريخي للرأسمالية الليبرالية، واحد المنظرين السابقين لتيار "المحافظين الجدد" الذين ارتد عليهم بعد حرب العراق، تأييده لاوباما قائلاً انه لا يستطيع ان يتخيل رئيساً أسوأ من جورج بوش، ولان الديموقراطيات لا تستطيع ان تنجح وتخرج من مآزقها الا اذا حملت الاحزاب الحاكمة مسؤولية اخفاقها. ورأى انه من غير المقبول ان يكافأ ماكين والجمهوريون على اخفاقهم.

عن النهار

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .