السبت، 15 نوفمبر 2008

اوليفييه غيتا: التخطيط لاجتياح لبنان

امال بشار الاسد العراض
الرئيس الوحيد الذي لم يستطع الإنتظار حتى نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش هو الرئيس السوري بشار الأسد الذي أسهب في تهنئة مرشّحه المفضّل باراك أوباما. وعلى الرئيس الأميركي المنتخب أن يتوخّى الحذر في تعاطيه مع النظام السوري. إذ في الواقع يُحتمل جدًا أن يكون الأسد يدرس فرص نجاح إعادة احتلال لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أنه يتم رسم بشكل تدريجي، الاستراتيجية الكاملة التي سيتم بموجبها تقديم مبرّرات لإعادة اجتياج لبنان. ومن أكثر المؤشرات التي تظهر ذلك، نشر 10,000 عنصر من القوات الخاصة السورية على الحدود الشمالية، تلاه نشر جنود إضافيين منذ عهد قريب على الحدود الشرقية. وفسّرت سوريا أن هذه الخطوة تهدف إلى منع الإرهابيين "السلفيين السنّة" من دخول الأراضي السورية.
أما الخطوة الثالثة فقد اتُّخذت يوم الخميس عندما بثّ التلفزيون السوري "اعترافات" أدلى بها عناصر من حركة "فتح الإسلام" الإرهابية. ولم يقر فقط المقاتلون التابعون لهذه الحركة بأنهم وراء العملية الانتحارية التي حصلت في دمشق في شهر أيلول وإنما صرّحت وفاء العبسي أيضاً، ابنة زعيم تنظيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي، بأن هذه المجموعة قد تلقّت الدعم المالي من "تيار المستقبل" المناهض لسوريا الذي يتزعّمه سعد الحريري. ومن خلال تقويض الأكثرية النيابية اللبنانية الحالية، تحاول سوريا، بطريقة أو بأخرى، أن تستعيد سيطرتها على ما لا تزال تعتبره جزءاً من أراضيها.
لماذا يظهر هذا الأمر بوضوح؟
أولاً، إن مجموعة "فتح الإسلام" هي من صنع أجهزة الإستخبارات السورية. وقد تم استخدامها لزعزعة استقرار الحكومة اللبنانية التي أخرجت جيش الاحتلال السوري من لبنان في العام 2005.
وتُعتبر مجموعة "فتح الإسلام" بالنسبة للعديد من الخبراء أداة سورية متأثرة أيضاً بتنظيم القاعدة. في الواقع، من المؤكد أن القاعدة التي تستعمل المخيمات الفلسطينية في لبنان كنقطة عبور، قد أثّرت على حركة "فتح الإسلام" التي تحوّلت إيديولوجيتها من "تحرير فلسطين" إلى حركة جهادية عالمية ضد المسيحيين واليهود.
في تشرين الثاني 2006، تسلّل مقاتلون "سلفيون" تابعون لمجموعة "فتح الإسلام" إلى لبنان من خلال بلدة الحلوة اللبنانية النائية والمعروف أنه لا يمكن للجيش اللبناني أن يدخلها، لاعتبارها أرض تابعة لسوريا. وبحسب أحد الخبراء العسكريين الغربيين، فقد كان يتم تزويد الفلسطينيين بأسلحة خفيفة من سوريا، يتم توزيعها، فيما بعد، على سائر مخيمات اللاجئين في لبنان.
إذًا، استقرّت منظمة "فتح الإسلام" في مخيم الفلسطينيين في نهر البارد، شمال لبنان. وصرّح مسؤولو فتح، الذين كانوا معارضين لوجودها، بأن التواصل الوحيد لـ"فتح الإسلام" كان مع سوريا. وهذا جزء بسيط من المشكلة، حيث أنه يوجد عدد كبير من الوقائع التي تربط، بوضوح، منظمة "فتح الإسلام" بوليّ أمرها السوري. كما أن الاعترافات التي أدلى بها عناصر من هذه المجموعة قد اعتُقلوا جرّاء تفجير حافلتين تنقلان لبنانيين مسيحيين في شهر شباط 2007 جاءت واضحة جداً حول الدور السوري.
ولكن البرهان الأبرز على ضلوع سوريا في الممارسات الإرهابية التي تنفّذها مجموعة "فتح الإسلام" قد برز بعد نهاية الحرب التي اندلعت بين المجموعة والجيش اللبناني في نهر البارد ودامت 15 أسبوعًا خلال صيف 2007. وفي هذا الإطار، كشف غازي العريضي، وزير الإعلام اللبناني السابق أن "بعض المسؤولين التابعين لمنظمة فتح الإسلام كانوا مرتبطين بأجهزة الإستخبارات السورية." وأضاف "أن أجهزة الإستخبارات اللبنانية والحكومة قد ضبطوا عدة وثائق وأفلام وأشرطة مسجلة تفضح الإستخبارات السورية، وقد كشفت اعترافات الإرهابيين التابعين لفتح الإسلام الذين اعتُقلوا خلال اشتباكات نهر البادر عن ارتباطهم ببعض الإجهزة السورية وعن تورّط هذه الأخيرة في موجة التفجيرات والاعتداءات التي كانت تهزّ لبنان لعدّة سنوات."
من ناحيته، أكّد المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي على قيام السلطات اللبنانية بضبط 90 كيلوغراماً من المواد البيولوجية التي تخصّ مجموعة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد والتي يمكن إستعمالها عسكرياً. ولا يمكن لهذه المواد الا أن تكون مورَّدة من قبل دولة إقليمية.
ختامًا، ثمة مقاتلون من مجموعات أخرى موالية لسوريا قد انضموا إلى صفوف "فتح الإسلام"، منها "فتح الإنتفاضة" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلطسين – القيادة العامة" حتى أنّ هاتين المنظمتين زوّدتا "فتح الإسلام" بالأسلحة.
وفي الآونة الأخيرة، تحديدًا الشهر الماضي، اعتقل الجيش اللبناني خمسةً من عناصر "فتح الإسلام" ولكن يُزعم أن قائد هذه الخلية، عبد الغني جوهر، هرب إلى سوريا قبل خمس دقائق فقط من وصول القوى الأمنية.
على ضوء ما ذُكر، يبدو أن "اعترافات" عناصر "فتح الإسلام" هي بمثابة محاولة تقوم بها بعض المجموعات في سوريا لربط تلك الهجمات الإرهابية الأخيرة بلبنان.
يخشى بعض المحلّلين من أن يكون كل ذلك عبارة عن تمهيد دمشق الطريق أمام تدخّل سوري جديد في لبنان.


عن ناو ليبانون

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .