الاثنين، 3 نوفمبر 2008

جو معكرون: بوش يتوارى عن الأنظار



أوبامـا يتقـدم بخطـى ثابتـة ... وماكيـن لا يسـتسـلم

لم يبق سوى ساعات على انتهاء واحدة من اقسى الحملات الانتخابية الاميركية، وأغربها وأكثرها كلفة، وعلى توجه الناخبين الاميركيين لصنع تاريخ جديد لبلادهم، يتمثل في انتخاب اول رئيس اسود، او في منع وصول اول مرشح اسود الى الرئاسة برغم استطلاعات الرأي التي لا تزال تمنحه فوزا شبه مضمون، ما سمح له بالشروع في تشكيل الملامح الاولى لادارته. وشهد اليومان الاخيران من الحملة المزيد من البحث عما يمكن ان يوقف تراجع المرشح الجمهوري جون ماكين، او اندفاع المرشح الديموقراطي الاسود باراك اوباما، نحو البيت الابيض، وكان الجمهوريون اكثر سعيا وراء الملفات القذرة او السلبية للنيل من منافسيهم الديموقراطيين الذين باتوا يبنون شبكة امان واسعة حول مرشحهم الاسود. واستنجد المرشح الجمهوري بتسجيل صوتي للسيناتور هيلاري كلينتون تنتقد فيه منافسها السابق على ترشيح الحزب الديموقراطي. وتنقل الاتصالات الآلية على الهواتف الثابتة التي أطلقها الحزب الجمهوري بإيعاز من حملة ماكين، مقطعا من خطاب لكلينتون أثناء الانتخابات التمهيدية الحزبية لبثها في ولايات مثل اوهايو وبنسلفانيا وإنديانا تقول فيه »لا وقت في البيت الابيض لخطابات وتدريب أثناء العمل.. جون ماكين سيجلب معه تجربة عمر الى الحملة وسيجلب السيناتور اوباما خطابا ألقاه في العام .٢٠٠٢ اعتقد ان هناك فرقا كبيرا«. وتعكس هذه الخطوة تراجعا جديدا في حملة ماكين الذي يبدو انه يكتفي في اللحظات الاخيرة لسباق انتخابي تاريخي بكل المقاييس، بالدفاع عن الولايات الجمهورية، اذ حث مناصريه »على إبقاء فيرجينيا حمراء«، وأمضى يومه الانتخابي امس في بنسلفانيا ونيوهامشير وفلوريدا قائلا »نحن متخلفون ببضع نقاط.. لكننا نعود«. في موازاة ذلك، ذكرت حملة أوباما، الذي تردد أنه ينوي تعيين عضو مجلس النواب الإسرائيلي الأصل رام عمانوئيل لتولي منصب مستشار الأمن القومي أو رئيس الطاقم في البيت الأبيض، أنّ المرشح الديموقراطي لا يعرف شيئا عن وضع قريبة كينية له قيل انها تعيش في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، لكنه يعتقد ان »جميع القوانين ذات الصلة يتعين إتباعها«. وكانت الحملة ترد على تقرير لوكالة »اسوشييتد برس« بان قاضي هجرة أمر عمة اوباما بمغادرة البلاد من أربع سنوات ورفض طلبها للجوء من بلادها كينيا. وتعيش زيتوني اونيانغو (٥٦ عاما)، التي يصفها اوباما بانها »عمتي زيتوني« في واحدة من مذكراته، في هدوء في مجمع سكني شعبي في بوسطن، وهي الأخت غير الشقيقة لوالد اوباما الراحل. وبعدما حسم فوزه في الولايات الديموقراطية التي فاز بها جون كيري في العام ،٢٠٠٤ يتنقل اوباما في الساعات الاخيرة من حملته بين الولايات المحافظة حيث يحتدم السباق الرئاسي، والولايات الغربية التي كانت تميل عادة الى الجمهوريين، بحثا عن تفويض لولايته يتجاوز الخطوط الجغرافية والحزبية. وتطرق المرشح الاسود الى هذا الإجماع الذي يحتاج اليه قائلا »يمكننا ان نثبت اننا لسنا منقسمين كما توحي سياستنا.. بأننا اكثر من مجموعة من الولايات الحمراء والزرقاء«. واغتنم اوباما فرصة إعلان نائب الرئيس ديك تشيني تأييده ماكين في مهرجان انتخابي في وايومينغ امس الأول، ليرد من اوهايو امس قائلا »أود تهنئة السيناتور ماكين على هذا التأييد لانه استحقه بالفعل. لقد خدم كأكبر مشجع للذهاب الى العراق، ودعم السياسات الاقتصادية التي لا تختلف عن السنوات الثماني الماضية«، مشيرا الى ان الرئيس الحالي جورج بوش متوار عن الأنظار »في موقع لم يكشف عنه«، بما انه يبتعد عن الحملة ـ على غير عادة رئيس لحزب يخوض الانتخابات ـ ويمضي عطلة في كامب ديفيد كي لا يؤثر ظهوره بشكل سلبي على حظوظ ماكين. وقال تشيني خلال المهرجان الانتخابي »اعتقد ان القائد المناسب في هذه اللحظة من التاريخ هو السيناتور جون ماكين«. وأشار الى اعتداءات ١١ أيلول ٢٠٠١ التي »هزت البلاد«، وركز على دور جورج بوش بصفته قائدا للقوات المسلحة. وأضاف »جون رجل يدرك الخطر المحدق بالولايات المتحدة وينظر في عيني الشيطان من دون ان يرف له جفن«، معبرا عن سروره لاختياره سارة بالين مرشحة جمهورية لمنصب نائب الرئيس. وكان البيت الأبيض قد أعلن ان اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو حصول أي مفاجأة على هذا الصعيد غير متوقع قبل الانتخابات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني فراتو »لا مفاجآت قريباً«، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان لدى الإدارة الأميركية أي خطط لاعتقال بن لادن قبل يوم الانتخابات. وبعدما أعربت حملة اوباما عن قلقها بداية الأسبوع الماضي من عدم إقبال الشباب على صناديق الاقتراع كما كان متوقعا، تنفست الصعداء مع نهاية الأسبوع بعد تشجيع الشباب على التصويت برسائل على الهواتف النقالة وتنظيم حفلات موسيقية، فيما يصوت الأفارقة الاميركيون بأرقام غير مسبوقة. اما أرقام التصويت المبكر في فلوريدا فهي ليست مشجعة لحملة ماكين، حيث ان ٤٦ في المئة من اصل ٣,٤ ملايين ناخب حتى الآن كانت ديموقراطية، في مقابل ٣٨ في المئة لصالح الجمهوريين، مقارنة مع الفترة ذاتها في العام ٢٠٠٤ حيث كان الفارق ثلاث نقاط فقط لصالح الديموقراطيين. وبينما أظهر استطلاع »رويترز« و»سي سبان« و»زغبي« تفوق اوباما بواقع ٥٠ في المئة في مقابل ٤٤ في المئة، وأكد استطلاع اجرته صحيفة »واشنطن بوست« ومحطة »ايه بي سي نيوز« تقدم المرشح الديموقراطي بفارق ٩ نقاط، كشف استطلاع لمؤسسة »غالوب« ان اوباما لم يتمكن من إقناع الناخب الابيض المتدين الذي يرتاد الكنيسة دوريا بالتصويت له رغم جهوده لهذه الغاية. وذكر الاستطلاع ان اوباما حافظ على المستوى الذي حصل عليه قبله جون كيري وآل غور، اي ٢٩ في المئة فقط، ويعود الامر الى قضية الإجهاض. لكن القيادات الدينية التقدمية، التي وقفت على الحياد في انتخابات العام ،٢٠٠٤ دخلت على خط السباق الرئاسي لموازنة اليمين المحافظ والحركة الإنجيلية عبر منظمات جديدة مثل »الإيمان في الحياة العامة« التي تأسست في العام ٢٠٠٤ لتعزيز الأصوات الدينية في الحزب الديموقراطي، والتي شكلت في آذار العام ٢٠٠٦ تحالف »نؤمن اوهايو« مع قيادات يهودية ومسلمة للعمل على قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية. وهذا التحالف يساعد اوباما انتخابيا الآن في الولاية. وقال القس تيم ارينز من مدينة كولومبس في اوهايو »لقد كنا صامتين لفترة طويلة«. وظهر ماكين على برنامج »ليل السبت مباشرة« مع الممثلة تينا فاي التي تؤدي دور ألاسكا سارة بالين، ليرد على شريط فيديو اوباما الاربعاء الماضي عندما حجز نصف ساعة بمبلغ ٤ ملايين دولار على سبع محطات. وقال ماكين مازحا انه تمكن من حجز هذه المساحة على الهواء في مقابل بيع بعض المنتجات الى المشاهدين قائلا »انا مستقل، جمهوري من دون أموال«. ونوه اوباما في خطابه امس بأداء ماكين في هذه الحلقة، معتبرا انه »بوسعنا الضحك على أخطائنا وأخطاء غيرنا«. وابتعدت بالين الافتراضية عن ماكين خلال تقديم هذا البرنامج التجاري، لتقول امام الكاميرا »سأتحول الى مارقة الآن«، وتعرض على المشاهدين شراء قميص كتب عليه »بالين ٢٠١٢«، طالبة منهم ارتداءه بعد الثلاثاء المقبل، في إشارة الى الحديث عن طموحها الرئاسي في حال فوز اوباما. وقد وقعت المرشحة الجمهورية ضحية خدعة على الهاتف أوقعها فيها فكاهيان من كيبيك (يطلقان على نفسيهما اسم »لي جوستيسييه ماسكيه«) ادعى احدهما انه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وبحسب هذا التسجيل، تقول بالين بنبرة ملؤها الحماسة انها مغتبطة للاتصال الهاتفي الذي يجريه معها من اعتقدت انه ساركوزي الذي تحدث معها بالانكليزية لكن بلكنة فرنسية. وفور تلقيها الاتصال الخدعة، أجابت بالين محدثها بحماسة بالغة »نحن نكن لكم عظيم الاحترام، جون ماكين وانا، نحن نحبكم!. شكرا لانكم خصصتم بضع دقائق للحديث معي«. وبدا ان المرشحة الجمهورية لم تشك ولو للحظة في ان محدثها لا يمكن ان يكون الرئيس الفرنسي على الرغم من التعليقات المسيئة لمنتحل شخصية ساركوزي. وقال منتحل شخصية الرئيس الفرنسي انه يتابع عن كثب حملتها الانتخابية مع مستشاره الخاص للشؤون الاميركية جوني هاليداي (المغني الفرنسي الشهير). ومرر عددا من الأسماء الوهمية مثل اسمي رئيس الوزراء الكندي ورئيس وزراء كيبيك، ومع هذا لم تنتبه بالين للفخ، ولا تنبهت للأسلوب الساخر. وقال المخادع الكندي لحاكمة ألاسكا، ان زوجته كارلا بروني »مثيرة في الفراش«، فلم يكن من حاكمة ألاسكا الا ان ضحكت وهنأت الرئيس على »عائلته الجميلة«، ولم يفتها ان تقول له انها ستسر بلقائه »مع زوجته الجميلة«.

عن السفير

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .