السبت، 15 نوفمبر 2008

جون بوهنر: طريق الجمهوريين للعودة إلى واجهة الحياة السياسية

اميركا ما زالت بلد اليمين والوسط

في الوقت الذي يشعر فيه الجمهوريون بالإحباط بفعل نتائج الانتخابات الاميركية، فإننا نحترم قرار الشعب الأميركي ونتعهد بالعمل مع الرئيس المنتخب باراك أوباما عندما يتعلق الأمر بمصلحة بلادنا. وقد يرغب بعض أعضاء الحزب الديمقراطي والنقاد في النظر إلى نتائج هذه الانتخابات على أنها تمثل رفضا للسياسات المحافظة، وأنا أنظر إلى نتائج الانتخابات بهذه الطريقة، في الوقت الذي يرفض فيه العديد من الجمهوريين في شتى أنحاء الولايات المتحدة النظر بهذه الطريقة على نتائج الانتخابات الماضية.

ويمكن القول بأن فترة الأربعة أعوام القادمة هي فترة حساسة بالنسبة لمستقبل أسرنا واقتصادنا ودولتنا، ونحن نمتلك مسئولية إعادة بناء حزبنا من خلال القتال للحفاظ على مبادئ الحرية وتكافؤ الفرص والأمان والحرية الشخصية، وهي المبادئ التي قام عليها الحزب الجمهوري. ويعني إعادة إلزام أنفسنا بهذه المبادئ تحقق شيئين هامين، وهما مقاومة الأجندة اليسارية المتطرفة بقوة التي لا تتفق مع رغبات أغلبية الأميركيين، والشيء الأكثر أهمية هو تعزيز البدائل الجمهورية المتقدمة التي توفر رؤية أفضل لمستقبل بلادنا. والولايات المتحدة ما زالت دولة يمين وسط. ولم تكن هذه الانتخابات إلا استفتاء في صالح التوجه اليساري إزاء القضايا الأساسية أو تفويض لحكومة كبيرة. وقد أدار أوباما حملته الانتخابية من خلال ارتداء قناع تطبيق السياسات المتحررة مع تبنيه لخطاب معتدل من أجل جعل أجندته مقبولة بشكل أكبر للناخبين. وبعد ذلك، سوف يرغب في دفع هذه السياسات من خلال الكونجرس الذي تسيطر عليه المصالح الليبرالية الخاصة مثل مصالح الاتحادات العمالية واتحاد المحامين وأنصار البيئة المتشددين، وسوف يتعين على أوباما أن يقاتل بكلتا يديه عندما يفعل ذلك.
وقد صوت الأميركيون بأرقام قياسية يوم الثلاثاء الماضي لمرشح رئاسي بارع وعد بالتغيير، ولكن يجب ألا يتم الخلط بين مصطلح "التغيير" وإقرار رفع الضرائب وزيادة النفقات الحكومية غير المفيدة وإضعاف أمننا أو إعطاء مزيد من القوة لـ "واشنطن" ودعم رؤساء العمال الكبار والإصلاحات القضائية. ولم يصوت الأميركيون في صالح رفع الضرائب من أجل تمويل عملية إعادة توزيع الثروة أو إجراء تخفيضات هائلة على تمويل قواتنا أو إنهاء عمليات التصويت السرية لاختيار العمال الذين يشاركون في انتخابات الاتحادات العمالية، ولم يصوتوا على العقبات الأكثر كلفة لجهود إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة أو فرض نظام رعاية صحية تديره الحكومة على الموظفين والأسر العاملة.
ويمتلك الجمهوريون مسئولية لتقديم طريقة أفضل. ويجب أن نعيد التأكيد على إيمان الأميركيين بحزبنا من خلال تذكيرهم بالأسباب التي استدعت أن يكون حزبنا بشكل تقليدي حزباً إصلاحياً يمتلك إيماناً راسخاً بمعايير الحرية والديمقراطية والأمان. ولن يحدث هذا الأمر بين عشية وضحاها. ويجب أن نجعل قضيتنا مناقشة المسائل الهامة على انفراد واحدة تلو الأخرى، وتقديم الحلول لأكبر التحديات التي تواجه بلادنا من أجل استعادة ثقة الشعب الأميركي وإعادة بناء أغلبيتنا.
وأكثر التحديات الملحة التي تواجه حزبنا هي قضية خلق فرص عمل جديدة وتحريك اقتصادنا في الطريق الصحيح مرة أخرى. وفي الوقت الذي وضع فيه الجمهوريون خطة لتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، يقترح أعضاء الكونجرس الديمقراطيون توفير مئات المليارات من الدولارات في شكل نفقات حكومية جديدة تتنكر على أنها "قوة دفع اقتصادية" ومن أجل إعادة طرح الخطط الإصلاحية والحفاظ على توافر فرص العمل في الولايات المتحدة، سوف نقدم إعفاءً ضريبياً للأسر والشركات التجارية الصغيرة. ومن أجل تقليل نفقات الوقود وخلق أكثر من مليون فرصة عمل جديدة، سوف نقدم خطة واسعة لإنتاج المزيد من مصادر الطاقة الأميركية. وسوف نقدم أيضاً إصلاحات في مجال الرعاية الصحية تعزز من وضعية المرضى والأطباء وتزيد من قوة الجيش الأميركي من أجل حماية شعبنا، والمطالبة بإجراء إصلاحات مالية وأخلاقية من أجل إنقاذ مكانة "واشنطن" التي تضررت بفعل الفضائح المالية والأخلافية. ونحن نمتلك مسئولية تجاه الشعب الأميركي تتمثل في إعادة التأكيد على إيصال قيمنا المثالية إلى العالم، ونحن نتوقع إجراء مناقشات قوية وحيوية بشأن هذه الأمور.
وأنا لم أولد كعضو جمهوري. وقد نشأت خارج ولاية سينسيناتي كطفل صغير في أسرة مكونة من 12 أخا إضافة إلى الوالد والوالدة. وكان أبي يدير حانة صغيرة، وقد أصبحت جمهورياً؛ لأنني أعتقد بأنني إذا عملت بجد وآمنت بنفسي، فلا يمكن أن يكون أي شيء غير قابل للتحقيق. وهذا هو الحلم الأميركي، وأنا أتطلع لقيادة الجمهوريين في الكفاح من أجل تحقيق هذا الحلم. وإذا عدنا إلى جذورنا وإلى إيماننا بالحرية ومبدأ تكافؤ الفرص والأمن والحرية الشخصية، سوف يعود حزبنا أقوى من ذي قبل.
وفي الكونجرس، سوف يعمل الجمهوريون عبر جبهات الحزب من أجل العثور على حلول للتحديات الهائلة التي تواجه دولتنا. ولكننا سوف نقف بقوة أيضاً في وجه السياسات التي تنتهك مبادئنا، وهي نفس السياسات التي تمتلكها الأغلبية العظمى من الأسر الأميركية. ويتعين علينا نحن الجمهوريين تجديد ثقة بلادنا فينا من خلال تقديم بدائل أفضل متأصلة للإصلاحات التي تحدد هوية حزبنا وعبر الكفاح من أجل تحقيق الحلم الأميركي.

عضو جمهوري في الكونجرس عن ولاية أوهايو، وهو زعيم الجمهوريين في مجلس النواب.
خدمة واشنطن بوست، خاص بـ (الوطن)

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .