الخميس، 4 ديسمبر 2008

عمر حرقوص وثمن الحرية

تعرض الصحافي الزميل عمر حرقوص لاعتداءة وحشي، في شارع الحمرا، في الثالثة والنصف من بعد ظهر الخميس 27 تشرين الثاني الجاري، بينما كان يقوم بعمله المهني. وقد تم نقله الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، والدم يغطيه، نتيجة اصابته بكدمات ورضوض في وجهه وعنقه، وانحاء مختلفة من جسمه. ذنب عمر حرقوص الاول انه صحافي يعمل في اخبارية "المستقبل"، وذنبه الثاني انه احد مناضلي انتفاضة الاستقلال، وذنبه الثالث ان الاحتلال الاسرائيلي كان اعتقله، لأنه كان احد مناضلي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وذنبه الرابع انه يؤمن بالكلمة الحرة.دفع عمر حرقوص ثمن ذنوبه، ضرباً ولكماً وشتماً، على أيدي عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي، لا تزال تعتقد انها تستطيع التصرف بعقلية ميليشيوية صنعتها حوادث السابع من ايار المشؤومة.لا ندري لماذا قررت بلدية بيروت ازالة لوحة الشهيد خالد علوان، وهو قرار خاطئ وغبي، لكن ان يتم الاعتداء على صحافي يقوم بواجبه في تغطية الحدث، فهذا يطرح السؤال الكبير حول مصير الصحافة ومصير الوطن.صحافي يُضرَب في وضح النهار، وامام اعين المارة، من دون رادع، وفي ظل غياب شبه كامل للسلطات الامنية، ثم ينقله اصدقاؤه الى المستشفى، قبل ان يلقي الجيش القبض على احد المشاركين، الذي يقول بيان الحزب القومي انه سلّم نفسه طوعا! كلمات التضامن لم تعد تكفي، فالصحافة اللبنانية التي نزفت مع اغتيال الشهيدين سمير قصير وجبران تويني، والتي احرقت بعض مقارها خلال حوادث ايار، والتي تتعرض لحملات الافتراء والتشويه، مطالبة بموقف حازم، يفرض على السلطة القيام بواجبها، قبل ان يتحول جميع الصحافيين الى ضحايا آلة القمع المخابراتي الفالتة من عقالها.الرسالة وصلت، لكننا نقول لمرسليها ان الحرية اقوى من الميليشيات والزعران والمخابرات، وان لبنان ينتصر بأحراره، وان عمر حرقوص طريح سرير دمه النازف، هو اقوى منهم جميعا.تحية الى عمر حرقوص، وعهدا ان نبقى ابناء للحرية المجبولة بدم الاحرار.


"الملحق"

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .