الخميس، 4 ديسمبر 2008

قصة عون مع العراف الذي قال له: لا تذهب إلى دمشق يا جنرال

السطور التالية تبدو خيالية او قصة من قصص عصر السحر والشعوذة، ولكن وقائعها حدثت فعلاً، على ارض واقع منزلي الجنرال ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل في الرابية، وكان بطلها من الجهة الثانية " عراف " يدعي انه يقرأ الغيب ويستكشف الطالع الشخصي والسياسي، ويعرف اسرار الغدقبل سفره العام الماضي الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"لتيار الوطني الحر"، جلس باسيل في صالون منزله في الرابية امام العراف عينه الذي يدمن الجنرال عون على لقائه بين فترة واخرى ليكتشف له مستقبله الشخصي والسياسي. كان باسيل و " العراف" وحيدين ، وباب الصالون موصداً عليهما، سأله باسيل : كما تعلم انا مسافر الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"التيار"، هل لديك تنبؤات لي؟. صمت العراف لبعض الوقت ، وبدت عليه امارات القلق التي سرعان ما انتقلت الى ملامح وجه باسيل الذي انقلب مزاجه فجأة وصاح بالعراف: لماذا الصمت.. هل هناك تنبوءات سيئة؟.قال العراف بصوت مرتعش : نصيحتي ان لا تستقل سيارة خلا ل تجوالك في نيجيريا.علق جبران بعصبية: ولكن كيف اتنقل ، هل استعمل حصاناً ؟.حسم العراف الجدل : سوف تتعرض لحادث سير في نيجيريا.. قد يكون مدبراً، لا اعرف.. لكني ارى بوضوح انك ستتعرض لحادث سير.سيطر صمت ثقيل على الرجلين، قطعه العراف : لا تخاف .. لن تموت .. لن تموت. ولكنني انصحك مرة اخرى ان لاتستقل سيارة خلال اقامتك هناك.نقل باسيل تنبؤات العراف الى عمه الجنرال ، تحركت زاويا شفتي الاخير برعشات عادة ما تداهمه كلما شعر بانزعاج وحاول رفع معنويات صهره بالقول : كذب المنجمون ولو صدقوا.في الاسبوع التالي غادر باسيل على متن طائرة الى نيجيريا. وبدأ يجول هناك على فعاليات لبنانية اقتصادية كانت لها صلة بـ"التيار". لم تكن الغلة كبيرة، فنسبة كبيرة منهم وجدت اعذاراً للتهرب منه. ما دفعه إلى الاتصال من نيجيريا بعمه، ليخبره ان التبرعات اقل بكثير من توقعاتنا. لم يعلق عون ، اجابه بالفرنسية : لا بأس . انتبه لنفسك .بعد ساعات عدة رن هاتف الجنرال الخلوي مرة اخرى، كان المتحدث على الطرف الآخر من الخط احد مرافقي باسيل في زيارته إلى نيجيريا. ولم يكد عون يفتح خطه، حتى جاءه الخبر: حصل حادث سير مع جبران..انه بخير في المستشفى. اريد منك ان لا تقلق .ظل الجنرال جالساً في مكانه وبين يديه هاتفه الخلوي. ثم بحركة عفوية ترك انامله تمر بسرعة على ارقامه، متصلاً بالعراف. رن هاتف الاخي مرتين ، لكن الجنرال قرر فجأة ان يقفل الخط. قرأ العراف على شاشة هاتفه رقم الجنرال ، وانتظر ان يكرر الاتصال به، لكن عون لم يفعل.منذ حادثة باسيل بات الجنرال عون يتوجس من اللقاء بالعراف، فهو صار يخشى من تنبؤاته السيئة، بل يتشاءم منه.بعد عودة باسيل، قرر الجنرال والصهر مقاطعة العراف. ولكن ، لاحقاً، ومع تعاظم حيرة عون بخصوص الموقف الذي يجب ان يتخذه من قضية خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي على مقعد النائب الشهيد بيار الجميل، بدأت تراوده الرغبة في الاتصال بالعراف ، لمعرفة توقعه.كان عون في تلك الفترة يستمزج اراء محيطين به، بعضهم قال له ان المسألة اخلاقية وليست سياسية.. يجب ان تترك للشيخ امين مقعد ولده ، ولا يجوز ان تنافس آل الجميل على دم ابنهم. ستبدو وكأنك تنتهز نتائج فجيعتهم .راي اخر، استمع اليه عون وكان باسيل على رأس القائلين به: يجب خوض المعركة، فنتيجتها ستحدد اسم رئيس الجمهورية العتيد.وفي احدى امسيات تعاظم حيرته بخصوص هذا الموضوع، همس في اذن مرافقه: احضر لي العراف. استوجب العثور عليه اكثر من سبع ساعات ، وعندما جاء اليه في ساعة متأخرة من الليل، فاجأه العراف: اعرف انك تريد لقائي على مضض. واعرف سؤالك: ماذا افعل في معركة المتن. جوابي : ستربح المعركة ، ولكنك لن تحقق النصر السياسي الذي تريده منها .خرج العراف ، ولم ينبس عون ببنت شفه.. ردد في نفسه: لن اصبح رئيساً، ولكنني لن اجعلهم ينالون الرئاسة.. وقرر خوض انتخابات ضد دم النائب الشاب الشهيد بيار الجميل. وكانت النتيجة الفوز بمقعد واحد ليس الا، وهزيمة اخلاقية ومن ثم سياسية تمثلت بعدم وصوله إلى الرئاسة.واخيراً، هناك من اقترح على عون من اصدقائه الخلص ان يستمزج رأي العراف عينه في زيارته إلى دمشق. انتفض الجنرال :" لا .. لا اريد .وصلت وقائع هذه المحادثة للعراف ، فابتسم من دون تعليق . لكن احدى قريبات الجنرال عون قصدته العراف واستحلفته باغلى شيء عنده ان يخبرها عن تنبؤاته بخصوص زيارته إلى دمشق.رد العراف: قولي له : لا تذهب ياجنرال.
السطور التالية تبدو خيالية او قصة من قصص عصر السحر والشعوذة، ولكن وقائعها حدثت فعلاً، على ارض واقع منزلي الجنرال ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل في الرابية، وكان بطلها من الجهة الثانية " عراف " يدعي انه يقرأ الغيب ويستكشف الطالع الشخصي والسياسي، ويعرف اسرار الغدقبل سفره العام الماضي الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"لتيار الوطني الحر"، جلس باسيل في صالون منزله في الرابية امام العراف عينه الذي يدمن الجنرال عون على لقائه بين فترة واخرى ليكتشف له مستقبله الشخصي والسياسي. كان باسيل و " العراف" وحيدين ، وباب الصالون موصداً عليهما، سأله باسيل : كما تعلم انا مسافر الى نيجيريا لجمع التبرعات لـ"التيار"، هل لديك تنبؤات لي؟. صمت العراف لبعض الوقت ، وبدت عليه امارات القلق التي سرعان ما انتقلت الى ملامح وجه باسيل الذي انقلب مزاجه فجأة وصاح بالعراف: لماذا الصمت.. هل هناك تنبوءات سيئة؟.قال العراف بصوت مرتعش : نصيحتي ان لا تستقل سيارة خلا ل تجوالك في نيجيريا.علق جبران بعصبية: ولكن كيف اتنقل ، هل استعمل حصاناً ؟.حسم العراف الجدل : سوف تتعرض لحادث سير في نيجيريا.. قد يكون مدبراً، لا اعرف.. لكني ارى بوضوح انك ستتعرض لحادث سير.سيطر صمت ثقيل على الرجلين، قطعه العراف : لا تخاف .. لن تموت .. لن تموت. ولكنني انصحك مرة اخرى ان لاتستقل سيارة خلال اقامتك هناك.نقل باسيل تنبؤات العراف الى عمه الجنرال ، تحركت زاويا شفتي الاخير برعشات عادة ما تداهمه كلما شعر بانزعاج وحاول رفع معنويات صهره بالقول : كذب المنجمون ولو صدقوا.في الاسبوع التالي غادر باسيل على متن طائرة الى نيجيريا. وبدأ يجول هناك على فعاليات لبنانية اقتصادية كانت لها صلة بـ"التيار". لم تكن الغلة كبيرة، فنسبة كبيرة منهم وجدت اعذاراً للتهرب منه. ما دفعه إلى الاتصال من نيجيريا بعمه، ليخبره ان التبرعات اقل بكثير من توقعاتنا. لم يعلق عون ، اجابه بالفرنسية : لا بأس . انتبه لنفسك .بعد ساعات عدة رن هاتف الجنرال الخلوي مرة اخرى، كان المتحدث على الطرف الآخر من الخط احد مرافقي باسيل في زيارته إلى نيجيريا. ولم يكد عون يفتح خطه، حتى جاءه الخبر: حصل حادث سير مع جبران..انه بخير في المستشفى. اريد منك ان لا تقلق .ظل الجنرال جالساً في مكانه وبين يديه هاتفه الخلوي. ثم بحركة عفوية ترك انامله تمر بسرعة على ارقامه، متصلاً بالعراف. رن هاتف الاخي مرتين ، لكن الجنرال قرر فجأة ان يقفل الخط. قرأ العراف على شاشة هاتفه رقم الجنرال ، وانتظر ان يكرر الاتصال به، لكن عون لم يفعل.منذ حادثة باسيل بات الجنرال عون يتوجس من اللقاء بالعراف، فهو صار يخشى من تنبؤاته السيئة، بل يتشاءم منه.بعد عودة باسيل، قرر الجنرال والصهر مقاطعة العراف. ولكن ، لاحقاً، ومع تعاظم حيرة عون بخصوص الموقف الذي يجب ان يتخذه من قضية خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي على مقعد النائب الشهيد بيار الجميل، بدأت تراوده الرغبة في الاتصال بالعراف ، لمعرفة توقعه.كان عون في تلك الفترة يستمزج اراء محيطين به، بعضهم قال له ان المسألة اخلاقية وليست سياسية.. يجب ان تترك للشيخ امين مقعد ولده ، ولا يجوز ان تنافس آل الجميل على دم ابنهم. ستبدو وكأنك تنتهز نتائج فجيعتهم .راي اخر، استمع اليه عون وكان باسيل على رأس القائلين به: يجب خوض المعركة، فنتيجتها ستحدد اسم رئيس الجمهورية العتيد.وفي احدى امسيات تعاظم حيرته بخصوص هذا الموضوع، همس في اذن مرافقه: احضر لي العراف. استوجب العثور عليه اكثر من سبع ساعات ، وعندما جاء اليه في ساعة متأخرة من الليل، فاجأه العراف: اعرف انك تريد لقائي على مضض. واعرف سؤالك: ماذا افعل في معركة المتن. جوابي : ستربح المعركة ، ولكنك لن تحقق النصر السياسي الذي تريده منها .خرج العراف ، ولم ينبس عون ببنت شفه.. ردد في نفسه: لن اصبح رئيساً، ولكنني لن اجعلهم ينالون الرئاسة.. وقرر خوض انتخابات ضد دم النائب الشاب الشهيد بيار الجميل. وكانت النتيجة الفوز بمقعد واحد ليس الا، وهزيمة اخلاقية ومن ثم سياسية تمثلت بعدم وصوله إلى الرئاسة.واخيراً، هناك من اقترح على عون من اصدقائه الخلص ان يستمزج رأي العراف عينه في زيارته إلى دمشق. انتفض الجنرال :" لا .. لا اريد .وصلت وقائع هذه المحادثة للعراف ، فابتسم من دون تعليق . لكن احدى قريبات الجنرال عون قصدته العراف واستحلفته باغلى شيء عنده ان يخبرها عن تنبؤاته بخصوص زيارته إلى دمشق.رد العراف: قولي له : لا تذهب ياجنرال.
عن موقع المستقبل

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .