الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

دانييل سيروير وميجان شابالوسكي: اوباما والتحول إلى التعددية الدولية

هل تستجيب اوروبا؟



على الرغم من ان الرئيس المنتخب باراك اوباما لم يفصح بعد عن استراتيجيته بشأن العراق، إلا اننا يمكن ان نؤكد شيئا واحدا وهو انه سيرغب في ان تعمل اوروبا الكثير.


في الوقت الذي تسهم فيه غالبية البلدان الاوروبية بشكل او اخر في الائتلاف، الا ان الحرب في العراق غير مقبولة شعبيا بشكل كبير في اوروبا. وتحكم غالبية الاوروبيين عليها بانها لم تكن مبررة ويعتقدون بانه على الولايات المتحدة ان تخرج من هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه. كما يجعل الوضع الامني المتقلب في العراق الاوروبيين غير راغبين في تدخل مباشر.
ليس غريبا اذاً ان تكون اوروبا مترددة. فقد تعهدت بنحو 2.5 بليون دولار لاعادة اعمار العراق وهو مبلغ كبير غير انه يمثل نسبة اصغر بكثير من اجمالي المبلغ الذي تتعهد به في كثير من العمليات الدولية الاخرى. واغلب الاموال يتم تقديمها عن طريق الامم المتحدة والبنك الدولي بطريقة تقلل بشكل كبير من الظهور الاوروبي.
حان الوقت لاوروبا للنظر في القيام بجهد اكبر-مقابل دور اكبر في صنع القرار. وسوف يكون الرئيس الاميركي الجديد منفتحا على مقاربة اكثر تعددية في السياسة الخارجية.
من المحتمل ان تكون الاولوية القصوى لاميركا هي مزيد من القوات من اجل افغانستان وهو الطلب الذي لن تنفذه اوروبا. حيث من المحتمل ان ينسحب الهولنديون والالمان كلية بشكل أكبر من توفيرهم مزيد من الدعم العسكري في افغانستان ويمكن ان يحذو حذوهم اخرون.
اذا رغبت اوروبا ان تواصل اميركا سياسة خارجية اكثر تعددية في ظل حكم اوباما، يكون عليها ان تكون سريعة في توفير شيء اخر مهم. فقد حول الاتحاد الاوروبي وبريطانيا الاموال بالفعل من برامج الامم المتحدة والبنك الدولي الى جهود ثنائية تتطلب وجودا على الارض في العراق. ولدى فرنسا والمانيا حاليا زعماء مهتمين بشكل واضح بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
وسوف يتم عرض الشروط المسبقة الاساسية لشراكة اميركية-اوروبية في العراق في يناير المقبل. فكل من الولايات المتحدة واوروبا تريدان عراق موحد ومستقر لا يؤوي ارهابيين او يهدد جيرانه. وسوف يرغب اوباما في ان يظهر ان السياسة الاميركية تنتقل الى الاتجاه الاكثر تعددية ليضع الاساس لانسحاب اميركي جزئي على الاقل. وسوف ترغب اوروبا في تشجيع ذلك.
يعطي تحسين الوضع الامني اوروبا دوافع للانخراط في العراق وهو الامر المفقود حاليا. وإن كان الامر لا ينصب على الوضع الامني فحسب بل من المحتمل له ان يكون اكثر ربحية، حيث يتعاقد العراق بالفعل على خدمات نفط مع شركات اوروبية واميركية.
ما هي خيارات اوروبا من اجل مشاركة اكبر؟ تحتاج الولايات المتحدة ان تسهم اوروبا بدعم اكبر في بناء الدولة على الارض. وهذا هو موطن قوة الاتحاد الاوروبي وهو ما يتميز به.
في الـ35 سنة الماضية، علم الاتحاد الاوروبي 21 بلدا كيفية ادارة حكوماتها. ويجب ان يتم تطبيق هذه الخبرة على مشكلة الوضع الامني الاكثر إلحاحا ونظام الحكم في العراق ويتمثل ذلك في وزارة الداخلية.
حاليا يشهد الجنود والمتعهدون الاميركيون نقصا في الخبرة المناسبة لذلك. ويمكن للاتحاد الاوروبي ان يتبنى وزارة الداخلية ويتولى الجهد الاساسي في تدريب مسئوليها ويضمن الا تكون الشراكة طائفية وان تكون على مستوى جيرانها.
وللمساعدة في تحقيق المصالحة السياسية الداخلية في العراق، يمكن لاوروبا ان تسهم بمئات من الموظفين الاضافيين لصالح الامم المتحدة، مما يزيد من انتشار افرادها في المحافظات ويعزز قدرتها على التعاطي مع الانتخابات المقبلة اضافة الى ادارة مخاطر الصراع العرقي والطائفي.
لن تكون اي من هذه الجهود والمحاولات ناجحة الا اذا ساعد جيران العراق عن طريق وقف مساعدة عناصر المقاومة والمسلحين وعن طريق دمج نظرائهم السنيين والشيعة في جهود احلال الاستقرار. ولم تنتج جهود الولايات المتحدة المتعارضة مع الجيران نتائج كبيرة. ويمكن لاوروبا ان تعرض مساعدة الرئيس الاميركي الجديد في اشراك الجيران وبالاخص ايران وسوريا في هذه الجهود.
ماذا لو انزلق العراق الى حرب اهلية؟ في هذه الحالة يمكن ان يكون على الولايات المتحدة واوروبا الاعتماد على سياسة الاحتواء. ويتطلب ذلك مساعدة اوروبية باستراتيجية اقليمية نشطة بما في ذلك نصح جيران العراق بعدم التدخل اضافة الى توفير مساعدة انسانية للبلدان المستقبلة للاجئين.
أيما كان ما يحدث في العراق، فان الامور ستكون احسن اذا عملت اوروبا والولايات المتحدة معا.

دانيل سيروير وميجان شابالوسكي
دانيل سيروير نائب رئيس عمليات السلام والاستقرار في المعهد الاميركي للسلام والذي يعمل فيه ميجان شابالوسكي مساعد باحث. خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص بـ(الوطن).

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .