الخميس، 26 فبراير 2009

حسن البطل: ان صدق عزم واشنطن على بناء فلسطين!





لن أقرأ لكم ما بين سطور الخطاب الرئاسي الاميركي الاول أمام أول جلسة كاملة لمجلسي الكونغرس. هل تقرأون معي شريط الخطاب المتلفز، حيث خيّل اليّ ان الكاميرا تمهلت قليلاً وهي تبرز بعض وجوه السناتورات والنواب.. إلى وقفات أطول على وجه رئيسة المجلس، السيدة نانسي بيلوسي، ونائب الرئيس، السيد جون بايدن.السناتور جون كيري (ماساشوستس)، العائد حديثاً من جولة شرق أوسطية. السيدة السناتور هيلاري كلنتون (نيويورك) العائدة من جولة افتتاحية للشرق الأقصى، والذاهبة الى جولة افتتاحية في الشرق الاوسط.يسهل القول ان جميع هؤلاء قادة في الحزب الديمقراطي الحاكم، والأهم ان لجميعهم خبرة محترمة في الشؤون الخارجية (نائب الرئيس جون بايدن، سناتور ديلاواير)، أو على معرفة جيدة في المسألة الفلسطينية - الاسرائيلية وإطارها الشرق أوسطي.الرئيس الـ 44 نفسه جاء إلى فلسطين - اسرائيل إبان حملة الانتخابات الرئاسية. أيضاً، زارتنا نانسي بيلوسي، اول امرأة تترأس المجلس، والشخصية الثالثة في الادارة بعد الرئيس ونائبه حسب الدستور. كذا، فالسيد جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، انهى للتو جولة شرق أوسطية، بما فيها غزة (حيث توقف طويلاً أمام خرائب المدرسة الأميركية الدولية - غزة). أما الوزيرة الشقراء، هذه المرة، الست هيلاري، سناتور نيويورك، فهي شهيرة بما يكفي في أميركا والعالم (وعندنا، عندما رافقت زوجها الرئيس وابنتها تشيلسي، في قص شريط افتتاح مطار غزة، واضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم).جميع هؤلاء ملتزمون إقامة دولة فلسطينية (الاسم السياسي الكودي هو: الحل بدولتين)، ولعل اوضحهم في هذا الالتزام هو نائب الرئيس جون بايدن، الذي ألقى "خطاب ميونيخ" في شهر شباط الجاري. قال: حان الأوان لحل الدولتين. لقد تأخر انجازه. سنعمل عليه.. وسنتغلب على المتطرفين.ما سبق، قد يكون لمحة من "بطاقات التعريف الشخصية"، ولكنها تلقي كشافاً ضوئياً على أسباب عزم الادارة الجديدة تقديم 900 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، ولدعم السلطة الفلسطينية. هذا المبلغ يقل 100 مليون عن تعهد العاهل السعودي تقديم مليار دولار، الذي يوصف في بلاغة الشكر والحمد اللغوية العربية بـ"المكرمة الملكية".هل نصف ما قد يعد أكبر مبلغ في دفعات المساعدات الاميركية للفلسطينيين بانه "مكرمة"، أم ان الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي بالتالي، يُظهرون جدية متزايدة في وضع الأسس لبناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.آخر أخبار السيدة الدكتورة في العلوم السياسية، كوندوليزا رايس انها تعاقدت مع دار نشر لاصدار سلسلة من الكتب والمذكرات. سنقرأ فيها قصتها مع مشروع الدولتين، منذ ان اشترطت على السيد بوش ان يتعهد باقامة دولة فلسطينية لقبول حقيبة الخارجية.. الى 18 جولة شرق اوسطية لها (رقم قياسي لوزير خارجية أميركي).نقترح على أركان الادارة الديمقراطية الجديدة ان يجعلوا اسرائىل تعي وتفهم وتحسّ، بلغة الدولارات، ان ما تبنيه اميركا في فلسطين، بأموال دافع الضرائب الأميركي، محظور على دبابات ومدفعية وطائرات اسرائىل ان تدمره.. أي انه كلفة اعادة بناء المدرسة الأميركية الدولية مثلاً، في حال تدميرها مرة ثانية، سوف تخصم من المساعدات الاميركية المدرارة لاسرائيل، وان شارعاً تشقه أموال usaid في الضفة الغربية، وتحرثه الدبابات والجرافات الاسرائيلية، سوف تُجبر اسرائىل على دفع كلفة إعادة ترميمه من جديد.دول الاتحاد الاوروبي، الممول الأول والمانح الأكبر لفلسطين، تشكو اسرائيل وتتذمر امامها بالطرق الديبلوماسية، او بتصريحات كبار الخبراء الاوروبيين.. لكن، اذا عزمت واشنطن على محاسبة اسرائىل فسوف تقتدي بها اوروبا.في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، تكاسلت واشنطن عن محاسبة اسرائىل وخصم ما تصرفه على بناء المستوطنات من ضمانات القرض الاميركي الضخم لاسرائيل البالغ 10 مليارات دولار، لاستيعاب هجرة المليون روسي.. وفي النتيجة، فان ليبرمان وقادة احزاب متطرفة يعارضون اقامة دولة فلسطينية، يقيمون في مستوطنات يهودية على ارض الدولة الفلسطينية المزمعة.. وأخيراً، تنهبت واشنطن وفتحت نصف عين من عينيها الاثنتين.الدولة الفلسطينية مشروع سياسي، ومشروع سلام اقليمي شامل.. ومشروع انقاذ لاسرائىل من نفسها.. لكنها تبدأ بمشاريع بناء أسس الدولة. وكما تحاسبنا اميركا على كل دولار، عليها ان تفعل الشيء نفسه مع اسرائىل، وتحاسبها على كل دولار مهدور من أموال المساعدات لبناء فلسطين.للعلم. مولت واشنطن ميزانية السلطة العام الماضي بـ300 مليون دولار غير تمويل مشاريع بمئات الملايين.
الايام

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .