الثلاثاء، 17 فبراير 2009

عكيفا الدار: ليفني: لماذا البقاء في الخارج؟



في ختام عملية "السور الواقي" بعد ان سيطر الجيش الاسرائيلي على مدن الضفة الغربية وفرضت حكومة شارون الحصار على ياسر عرفات، سألت وزير الخارجية شمعون بيريس كيف امكنه ان يؤيد تصفية السلطة الفلسطينية. "ما الذي تريده مني؟" رد نائب رئيس الوزراء، "فلتسأل الاميركيين لماذا وقفوا جانبا. هل تتوقع مني ان اعارض العملية التي اعطوها ضوءا اخضر"؟ ، وجهت السؤال بعد ذلك الى احد كبار المسؤولين في ادارة بوش. "كيف يمكننا ان نشجب عملية يقوم قائد (؟) معسكر السلام بتسويقها في العالم بينما يقوم وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر بالاشراف عليها من الداخل"؟.هذه الحكاية توضح سبب قول بنيامين نتنياهو إن تسيبي ليفني ستكون اول من يتصل به بعد ان يكلفه بيريس بتشكيل الحكومة. لو كان شريكه في جائزة نوبل ياسر عرفات منفتحا لاقتراحات العمل لضمه نتنياهو بكل سرور الى قائمة مؤيديه. هو تعلم من شارون ان بعض التوابل اليسارية تحسن من طعم الطبخة اليمينية التي يعدها. ليفني قامت مع كوندوليزا رايس بعمل ممتاز في قضية السلام. اية متعة كانت عندما روت للاصدقاء كيف اوضحت لهيلاري كلينتون بأن نتنياهو ينوي البقاء فعلا في الجولان ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين. عندما سيضغط باراك اوباما على بيبي لازالة البؤر الاستيطانية، سيطلب هذا الاخير من ليفني بأن توضح للرئيس الاميركي سبب ابقاء حكومة كديما ــ العمل مع عمير بيرتس وايهود باراك هذه المشكلة له.السؤال اذا ليس سبب عدم رغبة نتنياهو بتسيبي وانما ما الذي يوجد للسياسية التي كسبت لنفسها سمعة "امرأة المبادئ" لتبحث عنه في حكومته. قبل اقل من اسبوعين توجهت لـ "اولاد خريف 1973" قائلة: "هناك حمامة على النافذة. من الممكن اغلاق النافذة فتطير ومن الممكن فتحها وادخال الحمامة بحذر او دفع العملية السياسية". اولاد (1973) واولاد حروب (1967) و (1982) صدقوا انهم ان ادخلوا ورقة كاديما في صناديق الاقتراع فستدخل ليفني الحمامة الى البيت وتنقذها من يد بيبي وليبرمان.استطلاعات تجريها شركة "الموجة الجديدة" بطلب من طاقم مبادرة جنيف تظهر ان كاديما يدين بتقدمه لهؤلاء الاشخاص. خلافا للانتخابات السابقة حيث وضع فيها ناخبو كاديما انفهسم في الوسط في كل القضايا السياسية ــ بين الليكود والعمل ــ قال هؤلاء عشية الانتخابات الاخيرة ما يلي: انهم مع استمرار عملية التفاوض حول التسوية الدائمة (70% مقابل 45% من ناخبي الليكود) وعبروا عن تأييدهم للانسحاب حتى خطوط 1967 مع تعديلات طفيفة وتبادل للمناطق وتقسيم القدس والعودة المحدودة للاجئين وفقا لقرار اسرائيل (63%).ان التقطت ليفني صورة مشتركة في مقر رئيس الدولة مع نتنياهو وبني بيغن فهذا يشير الى ان شيئا لم يحدث منذ ان تركت صفوف الليكود. هؤلاء الاشخاص الاخيار سيسخرون منها. وماذا سيقول شركاؤها في رام الله الذين يتشبثون بما تبقى من العملية السياسية باظافرهم؟ وهل "الانفجار الاكبر" الذي وعد به رامون هو التحاق كديما بحكومة يتوسطها افيغدور ليبرمان؟ تاريخ الحكومات الممسوخة التي حظيت باسم "حكومة الوحدة" عن طريق الخطأ يشير الى ان اي حزب لم يصل الى الحكم من خلال موقع قيادي ثانوي وانما فقط بعد فترة برود فاصلة واعادة بناء لصورته في المعارضة. الاهم من ذلك ان التاريخ يدحض الادعاء البالي بان وجود سياسيين معتدلين (كل شيء نسبي) في هذا الموقع يخدم مصلحة توازن السفينة. كل الاتفاقيات السياسية الهامة انجزت في ظل حكومات الليكود او العمل.ليفني اطلقت في خطاب "الحمامة على النافذة" تحديا لشعب اسرائيل عندما دعته للاختيار بين دولة يهودية او دولة ثنائية القومية، بين دولة الخوف ودولة الامل، بين دولة مبادرة ودولة انجرارية. اي الاختيار بينها وبين كل من سواها. هذا التحدي كله من نصيبها الان. من المحظور عليها ان تنضم لحكومة نتنياهو.
عن "هآرتس"

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .