الخميس، 19 فبراير 2009

الوف بن: الرهان على عارضات الأزياء


تسيبي ليفني هي اشهر اسرائيلية في العالم وفقا لوتيرة ذكر اسمها في "غوغل" ومن بعدها تأتي بار رفائيلي التي وقع الاختيار عليها لغلاف مجلة "سبورتس ايلوسترايتد" لملابس البحر. هذا الشرف يوازي حصول عارضة ازياء على جائزة اوسكار. رفائيلي ظهرت على غلاف هذه المجلة الشهيرة وهي في ملابس البحر فوق طائرة البوينغ، ووسائل الاعلام في بلادنا فرحت لأن واحدة "منا" قد "فعلتها" في الخارج.رفائيلي تطرح نفسها على انها اسرائيلية في كل مكان بل وعبرت عن دعمها لتسيبي ليفني عشية الانتخابات. ظهورها بهذا الشكل يثير التساؤل ان كانت تفعل ذلك لمساعدة الاعلام الاسرائيلي في الخارج وتهدف الى تخفيف وقع المشاهد التي نقلت عن احداث غزة الاخيرة في العالم.في وزارة الخارجية يقولون: ان ذلك يساعدهم في مساعيهم: مشروع "تسويق اسرائيل" الذي تبلور في فترة ليفني يسعى لتغيير صورة اسرائيل الطاغية الجبروتية والدينية من خلال الوسائل المتبعة والشائعة في التسويق التجاري. ان كانت اسرائيل تعتبر مكانا غير لطيف يذكر بالقرية الانجليكانية المتعصبة في تكساس يجدر عرض جوانبها اللطيفة للجمهور في الغرب. قبل سنة ونصف بادرت وزارة الخارجية لنشر مقالة مرفقة بالصور في مجلة الرجال "ساحر" التي عرضت اسرائيليات في ملابس البحر لمجندات سابقات. استطلاع تم تنظيمه بعد هذه المقالة اظهر ان القراء قد التقطوا الرسالة ونظروا لاسرائيل كدولة اكثر ليبرالية واشبه بالولايات المتحدة بالمقارنة مع الصورة التي كانت لديهم سابقا.مشروع "تسويق اسرائيل" لا يهدف للتأثير على تصويت اعضاء الكونغرس على المساعدة المقدمة لاسرائيل او على موقف باراك اوباما من المستوطنات وانما يرمي الى تغيير الصورة الشائعة على المدى الزمني، هو يواجه المشكلة الاشد صعوبة في العالم: الفجوة في النظرة.الاسرائيليون اعتادوا النظر لدولتهم كجزء من الغرب وتشبيهها بالولايات المتحدة وبريطانيا. المشكلة هي ان الغرب لا يتحمس كثيرا من هذه المقارنة ويعتبر اسرائيل دولة شاذة تعيش في صراع مزمن مع جيرانها وتستخدم قوة مفرطة. في اوروبا وفي اميركا بدرجة متزايدة يعتبر الاستخدام المفرط للقوة العسكرية تعبيرا عن التخلف والبدائية وشيئا ينتمي للقرن السابق ولا يمكن للناس النزيهين الراقين ان يقدموا عليه. ايضا عندما يستخدم الاوروبيون القوة في افغانستان او كوسوفو فلا يتفاخرون في ذلك مثلما يفعل قادة اسرائيل الذين يفرحون ويشعرون بالاثارة من قصف غزة.الاعلام الاسرائيلي يحاول منذ سنوات عديدة تسويق اسرائيل باعتبارها فيلا في غابة، ونوعا من واجهت العرض المتقدمة للغرب بمواجهة الاسلام المتطرف. نحن نتلقى الصواريخ في سديروت ونقصف غزة، حتى ننقذ باريس ولندن. قادة اسرائيل يشتكون من عدم احساس الغرب بخطر الاسلام، وبدلا من مواجهة هذا الخطر يقومون بمضايقة اسرائيل التي تدافع عن نفسها. ولكن الرأي العام ووسائل الاعلام في الغرب يتجاهلون الرسالة ويصرون على ان اسرائيل لا تقل عنف عن اعدائها.من المفترض ان تبرهن بار رفائيلي ان اسرائيل شبيهة بالغرب. شابات ايران وحزب الله و"حماس" لا يظهرن في ملابس البحر. ولا المصريات او السعوديات ايضا اذاً، هذه نقطة تميز تبرز انتماءنا الثقافي للنادي الغربي. صورة رفائيلي فوق الطائرة وهي في ملابس البحر تحولنا من وجهة نظرنا الى اميركيين وغربيين اكثر من غيرنا.لكن هناك شك ان كان الطرف الآخر قد التقط الرسالة بهذه الصورة: ليس بامكان اية عارضة ازياء من روسيا ان تخفف الصورة الجبروتية التي يظهر عليها نظام بوتن في الغرب، ولا يمكن لاية ملكة جمال من فنزويلا ان تحول هوغو شافيز الى ليبرالي وديمقراطي. رفائيلي تستحق الثناء على نجاحها الشخصي، ومشروع تسويق اسرائيل يجب ان يتواصل، ولكن ذلك لن يحل مشاكل اسرائيل الاعلامية والدعاوية في الغرب. من يريد الانتماء للغرب ملزم بالتصرف وفقا لذلك، او دفع الثمن.
عن "هآرتس"

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .