الخميس، 26 فبراير 2009

حسن البطل: حانا ومانا فلسطينية جدية.. نوعاً ما!





يتعب جسد فينوس ويليامز، على ملعب التنسي الأرضي، بما يفوق تعب العقل السياسي الفلسطيني على ملعب الوفاق الوطني. إرسال وكسر إرسال طابة التنس.. وفي النتيجة نالت ويليامز كؤوس ودروع أربعين بطولة رياضية.. مفتوحة أو مغلقة.كيف نلعب نحن، الآن ومن قبل، على ملعب الوحدة الوطنية؟ من قبل حقبة السلطة (وربما حتى الآن إلى حد ما) داخت الطابة بين إرسال فلسطيني إلى ملعب النظام العربي كرة "التفريط"، وكسر إرسال عربي إلى الملعب الفلسطيني بكرة "التوريط".من بعد حقبة السلطة تطايرت كرات الإرسال وكسر الإرسال خارج الملعب (أو عَلقت على الشبكة) في لعبة أشبه بمأثور القول: "بين حانا ومانا ضاعت لحانا"، أو بين إرسال "سياسة المقاومة" وكسر إرسال "المقاومة السياسية".. وربما بالعكس.اللاعبان الفصائليان الرئيسيان (وتالياً، اللاعبون الصغار الذي يجمعون الكرات المتطايرة) يعرفان/ يعرفون أن مباراة "التفريط" و"التوريط" صارت قديمة القواعد. لماذا؟ لأن الجيوش المجيّشة لن تحارب (صدّقوا ما قاله السادات بعد حرب أكتوبر 1973: هذه آخر الحروب النظامية العربية ــ الإسرائيلية) ومن يومها صارت الفصائل الفلسطينية واللبنانية هي المحاربة، لأنه لا طاقة للجيوش على ردم الهوة الاستراتيجية النوعية ــ الكمية، ولأن كلفة إعادة التسليح باهظة جداً، ولأن مصدر التسليح الروسي يطلب الدفع المالي نقداً (مع شروط سياسية خفيفة)، ومصدر التسليح الغربي يطلب الدفع السياسي نقداً (مع شروط مالية خفيفة).. وأخيراً، وصلنا معادلة ستاتيكية غريبة: الجيش أثمن ما يملك النظام العربي؛ والجيش أثمن ما تملك إسرائيل (نظام عربي وله رئيس؛ وجيش إسرائيلي وله دولة). الغريب، أن بعض الأنظمة الخائفة من "التوريط" صارت لا تستحي من رمي بعض الفصائل "بالتفريط" وهي التي خاضت معارك وحروباً لم تنقطع منذ "آخر الحروب". النظامية الأكتوبرية. لماذا، أيضاً؟ الرئيس الأسد الكبير قالها صراحة: "القرار المستقل بدعة"، وهو يقصد الفلسطينيين بالذات، أي بعض فصائلهم بالذات، أي حركة "فتح" بالخصوص ومنظمة التحرير بالعموم.الصحافيون من جيلي لم تكن، قبل حقبة السلطة، تشغلهم حقوق الإنسان الفلسطيني تحت المظلة المنظماتية ــ الفصائلية، أو كانت تشاغلهم قليلاً. كانوا مشغولين بحق المقاومة وحق الشعب في وطن. لكن كرات الإرسال وكسر الإرسال صارت تتطاير على ملعبنا بين الأمن الوطني والأمن السياسي؛ الأمن الإداري (الكفاءة الإدارية) والأمن المالي (الفساد الإداري).. حتى وسيطرة السلطة على أرضها تشبه سيطرة الطفل على أول خطواته فوق سجادة البيت السميكة.ها نحن نذهب إلى ملعب الوحدة الوطنية كأننا نظامان، جيشان، فريقان متخاصمان حول: وقف الحملات الإعلامية. وقف اضطهاد منظمات المجتمع المدني. وقف القتل والاقتتال الداخلي. وقف الاعتقال السياسي (لأسباب نضالية) والنضالي (لأسباب سياسية).. وجميع ما سبق تحت غابة من أشواك الشروط والشروط المضادة، مع رفع خرقة خضراء مكتوب عليها: "دون شروط مسبقة".على أية ملاعب تفوز لاعبة التنس الأميركية السوداء فينوس ويليامز؟ العشبية الطبيعية، العشبية الصناعية، الرملية، الاسمنتية...؟ لكن في لعبة الحوار بكرة: سياسة المقاومة (مع/ضد) المقاومة السياسية، لا تبدو المسألة مثل علاقة الخشب بالكهرباء، بل مثل بل علاقة الزئبق بالحرارة.جيلي خرّيج فصائلي إعلامي، ويعرف أن الكادر المناضل ــ القاعدي هو صحافي مع قلم، أو مقاتل مع بارودة، مشارك في "الطوشة" ومشارك في "الصلحة" (المؤتمرات الوطنية التوحيدية ذات البرامج السياسية التي تمزج سياسة المقاومة، بالمقاومة السياسية).الخط رمادي (لا أحمر ولا أخضر) بين حق المواطن كإنسان، وحق الإنسان كمناضل من أجل الوطن.. ويقولون لك: "غزة أرض العزّة"، حتى ولقمة الخبز مجبولة بعرق خجلنا من التسوّل ودمنا المسفوح. لماذا لا؟ ألم نُعلِّم "الإخوان" أن الكرامة هي أن لا يرضخ الرضيع ولا يركع؟!.. يلّلا، إلى حوار "حانا ومانا" في القاهرة، إذا لم تفركشه دمشق الخائفة من شبح الحريري وخيال المحكمة الدولية.. ومرايا المبعوثين الأميركان إلى عاصمة الأمويين، لأن أرض العباسيين صارت ملعباً إيرانياً ــ أميركياً.. إلخ؟! سوى أن كرة الإرسال مشروع قنبلة نووية! مئذنة وصاروخ، عمامة وقنبلة.. ومايكروفون محمود أحمدي نجاد!يمكننا حمل أبو علي مقبل على الأكتاف.. وأما وليد المعلم؟!
الايام

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .