الاثنين، 9 فبراير 2009

ايتان هابر: اليوم، الثلاثاء، الساعة 22:01


واضح لكاتب هذه السطور بان السطور التالية ستقرأ وتسمع كقصص خيالية، جملة من الاخطاء وربما الهراء. وها هي: في الانتخابات التي ستجرى هذا الاسبوع مطلوب لنا رئيس وزراء بمستوى دافيد بن غوريون، ذو رؤيا، حازم، جريء، لا يساوم حين ينبغي ويساوم حين لا يكون مفر. زعيم. امامنا مشاكل وجودية لم نشهد لها مثيلا منذ قيام الدولة. امامنا اوضاع قاسية للغاية لدرجة "ان نكون أو لا نكون" في مجالات الامن، الاقتصاد والعلاقات مع الاسرة الدولية، مواضيع قال عنها النائب سيلفان شالوم ذات مرة بحكمة كبيرة: "بالنسبة للعالم هذه مسائل جودة حياة، اما بالنسبة لنا فهي الحياة نفسها".لقد سبق ان كتبنا وكتب آخرون جدا عما ينتظرنا في السنة - السنتين القريبتين: قنبلة نووية ايرانية ومحاولة تحقيق حلم الامبراطورية الايرانية عبر سورية، العراق، الاردن وحتى جسر دامية؛ التأثير الجارف للازمة الاقتصادية في العالم والذي سيصل الينا ايضا وينطوي على بطالة أليمة؛ ادارة اميركية جديدة لا تصفق لكل خطوة خرقاء من جانبنا؛ حماس وايران في الجنوب، سورية وحزب الله في الشمال. في كل دولة اخرى هذا جدول اعمال لخمسة اجيال، عندنا لا يوجد حتى خمسة ايام رأفة لرئيس الوزراء والحكومة. وربما في بعض المواضيع نكون حتى تأخرنا عن الموعد.يوم الثلاثاء القريب القادم، في الساعة 22:00 ستحتبس دولة اسرائيل نفسها للحظة واحدة طويلة وتنظر الى شاشات التلفزيون. من انتصر؟ بيبي؟ تسيبي؟ وماذا عن باراك وليبرمان؟ النجم الصاعد؟ ولكن لزعمنا يكاد لا يكون هناك جواب على مسألة من سينتخب، اذ كل من سينتخب سيرث جحيما سياسيا ولن يتمكن من أن يؤدي مهامه كما ينبغي. ليس أي من المرشحين بن غوريون، ومشكوك ان يكون هو ايضا، في 2009، يمكنه أن يقوم بهذه المهمة.اذا فاز نتنياهو وسعى الى ان يضم ليبرمان الى حكومته كما وعد، فيحتمل جدا أن تبقى تسيبي ليفني وايهود باراك في الخارج كمن يقول: "لنراكم". في هذه الحالة سيكون بوسع نتنياهو وليبرمان على الفور أن يقررا موعد الانتخابات التالية. من ناحية نتنياهو، الذي يعرف ويفهم جيدا طرق الحكم في الولايات المتحدة ورأي الحكومات الاوروبية، فان هذه صيغة للانتحار. عليه أن يكون غريب الاطوار ومخدرا كي يقيم مثل هذه الحكومة.يحتمل أن يدعو ليفني وباراك ان يرتبطا به وان يشكلوا ائتلافا من 90 نائبا، مع شاس ويهدوت هتوراه، حكومة من 22 وزيرا (حسب مفتاح وزير واحد لكل اربعة نواب). المعنى الائتلافي هو أنه يحتاج الى جانبه ما لا يقل عن 11 وزيرا يخضعون لإمرته كي يحافظ على الاغلبية (والذين هم، حسب الحساب البسيط 44 نائبا لليكود). ومن يمنحه قوة شبه مضاعفة لتلك التي كانت له في الكنيست؟ تسيبي؟ باراك؟ فكلاهما معا الى جانب ليبرمان سيكمنون له كل يوم لسقوط حكومته. ذات الامور تنطبق على ليفني اذا فازت، وحتى على باراك. كل المشاكل التي تقف امام نتنياهو تكمن لهما ايضا. الاستنتاج: فور نشر نتائج الانتخابات فان الثلاثة - نتنياهو، ليفني وباراك - ملزمون بان يجلسوا في غرفة مغلقة وان يسرقوا كل الاوراق السياسية الداخلية. معنى الامر: عدم مراعاة علاقات القوى البرلمانية، اقامة حكومة طوارىء وطنية يكون فيها عدد متساو للوزراء لكل حزب، تحديد خطوط اساس مقبولة من الجميع، القرار بتغيير طريقة الانتخابات وربما موعد الانتخابات للكنيست - والانطلاق فورا على الدرب. "لحظة أزمة ليعقوب".والا، فان كل واحدة من كلمات حاييم نحمان بيالك التالية ستكون محقة، فهيمة وسليمة: الا يوجد شخص في يهودا، الا يوجد واحد في كل معاركهم، رجل جندي يحكم بجسارة، عظيم روح ووكيل شعب، حازم وذو قلب، عصا حديدية ومهارة ايدي، يمسكم من شعر رؤوسكم ويهزكم بيد قوية... كي يعيد لكم روحكم وقوتكم ومن أجل وجودكم؟
عن "اسرائيل اليوم"

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .