الثلاثاء، 17 فبراير 2009

نينا هاتشجيان: قائمة بما يجب ان تفعله كلينتون في الصين


انتهى الجدل حول إمكانية الدخول في علاقة شراكة مع الصين، ونحن الآن نقترب من العام العشرين للدخول في زواج للقانون العرفي غير المكتوب. وانتهى الجدل أيضاً حول ما إذا كانت الصين سوف تنضم للمجتمع الدولي أيضاً. وقد شاركت بكين في العديد من المنتديات متعددة الأطراف كما لو كانت قد خرجت عن طريقتها.
وأكبر تحد يواجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون عندما تزور بكين خلال الأسبوع القادم سوف يتمثل في التأثير على الصين من أجل لعب دور أكبر في منع الكوارث العالمية في المجالات التالية: الاقتصاد، حظر الانتشار النووي والتغير المناخي والأمراض المعدية.
وتستحق الصين الحصول على علامات عالية بسبب تعاملها بسرعة مع الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد لجأت بكين إلى قدر ضئيل من المال في محاولة لإنقاذ اقتصادها خلال الصيف الماضي عبر تطبيق إجراءات حزمة إنقاذ قوية بشكل فعال على مدار الشهور الماضية. ويمكن أن تضع بعض الإجراءات، مثل خطة استثمار 123 مليار دولار في مجال التأمين الصحي على مدار السنوات الثلاث القادمة أساساً لشبكة السلام الاجتماعي التي سوف تساعد على تأسيس طبقة وسطى صينية واسعة، سوف تدعم نمو الطبقة الوسطى الأميركية من خلال تعزيز السوق النشيط للصادرات الأميركية. وعلاوة على ذلك، ساعدت بكين في إنقاذ الاقتصاد الباكستاني، الذي تشعر الولايات المتحدة بالقلق تجاهه، بالعمل مع صندوق النقد الدولي.
وتبقى بعض القضايا التي تفرض تحدياً سياسياً مثل مشاكل العملة الصينية وحماية الملكية الفكرية وبنود "الشراء الأميركية" المحتملة لحزمة الإنقاذ الاقتصادية الأميركية محل خلاف، ويمكن أن تتدهور، ولكنها أثبتت إمكانية أن يتم إدارتها عبر التشاور المستمر مع الكونجرس والحوار الهاديء مع بكين. وفي إطار الجهود المبذولة لمنع الأزمة النووية المحتملة، يبدو السجل الصيني ممزوجاً. وتلعب بكين دوراً قيادياً لا يقدر بثمن في استضافة المحادثات السداسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية، وكان لها دور مفيد في إنهاء ورطات معينة. ولكن بكين لا تزال تولي اهتماماً كبيراً بشأن استقرار شبه الجزيرة الكورية أكثر مما فعلته بخصوص قضية الصواريخ النووية الكورية الشمالية (والتي لا تستهدف الصين، على أي حالٍ). وسواء تنازلت بيونج يانج عن أسلحتها النووية تحت أي ظروف، ومهما اختلف مدى استعداد الصين لتحريك أسلحتها، فإن دور الصين سوف يبقى محورياً. وتبدو كلينتون متأكدة من إصدار إعلان قوي للضغط الصيني المتزايد، ولكن واشنطن وبكين اتفقتا على الأقل على خوض الطريق معاً إلى الأمام.
وفي المقابل، وفقاً لسيناريو الكارثة النووية رقم 2، والذي يتمثل في البرنامج النووي الإيراني، تختلف الصين والولايات المتحدة بشكل حاد. وقد أعاقت الصين الجهود الأميركية بشكل متكرر في مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات قاسية على طهران. ولا ترغب بكين في معاينة تدهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل إضافي بفعل القوى المحركة النووية المعقدة، ولكن رغبة الصين الملحة والمباشرة لإمدادات الطاقة سوف تجعل سياساتها في مجال منع الانتشار النووي معرضة للشبهات في أفضل الظروف. وتبدو إمكانية تحقيق كلينتون لتقدم في هذه القضية مبهماً وغامضاً.
وينقلنا هذ الأمر إلى مسألة التغير المناخي. وسوف يتطلب علاج قضية الاحتباس الحراري دبلوماسية مبتكرة ومكثفة جداً يتعين على فريق أوباما أن يقدمها. وطلب الصين على الطاقة ينسف العقول على نطاق واسع. وخلال الفترة من عام 2001 وحتى عام 2007، زاد الاستهلاك الصيني بمبلغ مساوي لاستهلاك الطاقة في كل دول أميركا اللاتينية، وفقاً لتقديرات ميكال هيربيرج، الخبير في مجال الطاقة الآسيوية. وتعارض الصين بشدة الأهداف الصارمة لتخفيض انبعاثاتها الغازية الملوثة المتزايدة، وتؤكد بشيء لا يخلو من المنطق أن الغرب هو من تسبب في حدوث أزمة الاحتباس الحراري، ويتحمل عبء مسئولية هذه الأزمة. ولكن بدون مشاركة الصين، لن يتمكن العالم من تقليل انبعاثات غازات الصوب الزجاجية إلى المستوى الذي يعتقد العلماء بأنه ضروري لتجنب الآثار الكارثية لهذه الانبعاثات.
وأنتم تعرفون أن الأوضاع كانت سيئة في الصين عندما كانت مشكلة أنفلونزا الطيور قائمة. ولكن هناك سبب يدعو للتفاؤل الحذر في أن الصين سوف تتعامل مع تجدد اندلاع هذه المشكلة الصحية بشكل مقبول؛ بسبب رئاسة طبيب صيني لمنظمة الصحة العالمية، وتخصيص المزيد من الأموال لمراكز الرعاية الصحية الريفية في الصين. وقد تعلمت الصين من أزمة فيروس السارس في بداية العقد الحالي لدرجة أن الآثار المدمرة المحتملة لهذا الفيروس قد اختفت عندما تم تغطية مراحلها الأولية. إذاً ما هو السبيل الذي سوف تسلكه كلينتون في رحلتها الأولى إلى الخارج بعد اضطلاعها بمهام منصبها الجديد كوزيرة للخارجية الأميركية من أجل تعظيم فرص تحقيق التقدم في منع هذه الكوارث العالمية؟
أولاً، في الوقت الذي يجب أن توضح فيه اختلافاتنا (بشأن قضايا حقوق الإنسان والتعزيزات العسكرية في الصين ومشكلة العملة وقضيتي دارفور والتبت وبعض القضايا الأخرى) يجب أن توضح كلينتون أن الصين هي شريك استراتيجي في مناطق حساسة وأن الولايات المتحدة ترحب بانضمام الصين إلى النظام العالمي كمساهم مسئول ومحترم. ويجب عليها أيضاً أن تمهد الطريق أمام مبادرات جديدة وجريئة تقوم على "التعاون الاستراتيجي". ومن بين المجالات المثمرة المحتملة مجال الأبحاث العلمية عن الطاقة النظيفة بين الولايات المتحدة والصين أو بين مجموعة من كبار مستهلكي الطاقة.
وفي جلسة تثبيتها، أشارت كلينتون إلى أنها سوف تحتفظ بتركيزها على العلاقات الكاملة ولن تسمح لقضايا فردية بتحديد صوتها وتوجهها في تعاملها مع الدول الأخرى. وهذه هي الطريقة الصحيحة، ولكنها لا تمنعها من توجيه أولوية للمصالح الأميركية التي تدور حول هذه التحديات الأربعة في محادثاتها التي سوف تجريها في بكين. ومن طبيعة علاقاتنا المرتبطة بشكل عميق امتلاك قائمة طويلة من القضايا التي نرغب في الحصول على إجراء بشأنها من الصين، ولكننا من المحتمل أن نشهد المزيد من التقدم إذا استطعنا أن نكون واضحين بشأن ماهية القضايا الأكثر أهمية في تعاملنا مع الصين. والتفاوض مع الصين لن يكون سهلاً على الإطلاق. ولكن ليس بإمكان أي من الصين أو الولايات المتحدة أن تمنع هذه الأزمات بمفردها.


زميلة بارزة في مركز التقدم الأميركي.
خدمة لوس أنجلوس تايمز، خاص بـ (الوطن)

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .