الأربعاء، 18 فبراير 2009

فادي العبدالله: هبّات بسام






1

كلمة كلمة
يسّاقط الندى والهدب
على نبتة الوحشة.
كيف، يا بسّام، أقمت
في ما لا يتجدد من الخسارات
حتى جعلتها لنا مزاراً؟
ذاك الممر الذي استطال عنه الحديث
أكان في منزل أم كان المنزلَ؟
وتلك الأطياف، من ألفةٍ وحزن،
تسير بلا أيدٍ في العتم الحبيب
ـ لأنه مقيم ـ
في العتم الباقي،
فالأيدي هبة المحبة الرفيقة
مثلما التنفس هبة القسوة
مثلما العزْلات هبة الغواية
مثلما الأطياف هبة الكلام،
أليس ذا نفع الكلام، أيها المفارق للحفّارين؟

2

كلمة كلمة
يتسع القلب لعالَمَْين وللغربة
وللساعات
ويتسع السؤال نشيداً حتى ذرى الشجر.
بين كلمتين تضع صمتاً، أو تعباً،
فيما الآخرون خُرْس،
تختار الصمت ممهوراً كالبيت بالتداعي
فيتناسل بعضه من بعض
كشرشف من بياض
عليه زرقة النقوش، بالحبر،
فتنة الراضين والعشاق.

3

نسجتَ من الحزن رواءً
ومن الألم رواية الوداعات
وأودعتنا تحريق ألغازِ المعاجم
الحدقَ والأشواقَ
فلا يفضي تقصيك فينا إلى غير المتاهة.
ربما كان ذاك السرَّ:
أن تضع متاهة في قلبك، وشروداً في العين
عسى تسحّ الكلمات سحراً منهملاً
وعسى تسقيك، آخرَ النهر، كأس النسيان
يد رفيقة.

ليست هناك تعليقات:

كيف مات الشارع

انقضى الليل , اقتلع النهارعقرب الساعة الكبير وهبط من ساعة الحائط , أراد للوقت أن يبقى كسراتٍ صغيرة تدور و تدور دون أن ترتطم بعتبة. مشى في الشارع متجهاً نحو المقهى حيث كان الرجل وحيداً يحتسي ما تبقى من تفل بارد و ما ان تلاقت العيون حتى أغمد العقرب في صدره وجلس ينتظر ....لم يأتِ الليل .